سبر القوافي

عذرًا يا “فهد”.. هنا اليأس بضاعة “الغانِم”

عذرًا يا فهد.. قد ولدت في الزمن الخاطئ.. هنا.. قد ولّى زمن الفهود، هذا زمن الضبّاع.. زمن من يصطاد فريسته ليلًا منفردًا، ويعتاش على مخلفات أسياده.
عذرًا يا فهد.. هنا يخشون على ما بين أيديهم من المبدعين من العدم، يخشون مفارقة أيام الكسل.. لن يتركوك تهدم عليهم سورًا اختزلوا فيه وطنًا لا يعرفوه إلا وقت السلم.
عذرًا يا فهد.. صنعوا بك كأس بطولة غائبة منذ سنين، وصنعوا بك رسالة لأبناء جلدتك بأن اليأس أهون عليهم من وهم امتلاكهم صك غفران يدخلهم الجنّة الموعودة.
عذرًا يا فهد.. أرادوك سيفًا يتفاخرون به في ميادين غابوا عنها طويلًا، حتى مزّق هذا السيف ثيابهم الرخيصة، لتكشف عورة إنسانيتهم.
عذرًا يا فهد.. أنت الحقيقة بكل تفاصيلها المؤلمة، سأحاول أن أداري بك أسرارنا المفضوحة.
عذرًا يا فهد.. هنا وطن جميل من الخارج، وقبيح من الداخل.
عذرًا يا فهد.. هنا يجتاح الخريف ربيعنا، دون أن ترى الشمس بينهما.
عذرًا يا فهد.. هنا اليأس بضاعة “الغانِم”.