عربي وعالمي

السيناريو الليبي يتجدد على ثاني أكبر مدن سوريا
الجيش الحر يستولي على 8 دبابات في مدينة حلب

(تحديث) أعلن الجيش السوري الحر اليوم الاثنين أنه استولى على 8 دبابات تابعة للجيش النظامي السوري في مدينة حلب، وقد تضاربت الأنباء حول المعارك الدائرة في حلب إذ أعلن كلا الجانبين أنهما يسيطران على أحد الأحياء الرئيسية.

              
فقد ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أنه تم تطهير حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة، والذي كان معقلا لمقاتلي المعارضة منذ بدء المعركة قبل عشرة أيام، لكن الناشطين على الأرض أكدوا استمرار الاشتباكات الاثنين وأنه لا توجد قوات حكومية داخل الحي.

وأفاد ناشطون بتجدد القصف المدفعي العنيف على عدد من مناطق في ريف حلب، وتعرض مبنى الأمن العسكري في دير الزور للحرق بشكل كامل.

وقد استولى الجيش السوري الحر صباح اليوم بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة حيوية شمال غرب مدينة حلب، تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في المكان.

في تكرار للمشهد الليبي توسع نطاق القتال العنيف الذي تشهده مدينة حلب (ثاني أكبر المدن السورية) منذ السبت الى الحد الذي جعل المراقبين يصفون مايجري بأنه (حرب شوارع) حيث تدور معارك عنيفة بين الجيش السوري والمقاتلين المعارضين في سعي من الطرفين للسيطرة على المدينة المحورية الواقعة شمال البلاد، في وقت تواصلت الدعوات الدولية لوقف مجزرة جديدة بدأت تلوح معالمها بينما توعدت دمشق على لسان وليد المعلم بإنهاء قريب ل”معركة حلب” كما فعلت في دمشق قبل أيام.
وفي حين دعت المعارضة السورية مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة لوقف “المجازر” بحق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران ان النظام سيقضي على معارضيه المسلحين في حلب ويشير الى “التطابق التام” في رؤية القيادتين في دمشق وطهران لما يجري في سوريا.
وسقط الاحد 48 قتيلا في مجمل انحاء سوريا هم 17 مدنيا و12 مقاتلا و19 جنديا نظاميا.
وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن (فرانس برس)  أن “الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل”، لافتا الى ان الاشتباكات تاخذ طابع “حرب شوارع شاملة”.
واوضح عبد الرحمن ان “ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام الى حلب تشارك في المعركة”، مشيرا الى ان “جزءا كبيرا مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الاحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب” حيث معاقل المقاتلين المتمردين.
واضاف ان “الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين (جنوب غرب) حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة”، بالاضافة الى “مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي”.
ولفت الى وصول المعارك الى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث “يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد” الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، موضحا ان احياء السكري (جنوب غرب) والفردوس (جنوب) وجسر الحاج تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.
واوضح الناشط الميداني ابو علاء الحلبي لوكالة فرانس برس ان حي باب الحديد ملاصق لحي باب النصر والمدينة القديمة، موضحا ان هذه الاحياء هي عبارة عن “حارات أثرية وازقة ضيقة جدا تضم أسواقا مسقوفة وخانات وتتميز بكثافة سكانية كبيرة وبالتالي يستحيل اقتحامها قبل قصفها من بعيد”، مشيرا الى انها تشكل ايضا “قلب مدينة حلب التاريخي”.
من ناحيتها،اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “قواتنا الباسلة تكبد المجموعات الارهابية المسلحة في حي صلاح الدين بحلب خسائر فادحة”، بحسب ما نقلت عن مصدر رسمي في المحافظة.
وفي هذا السياق، دعا المجلس الوطني السوري احد اكبر فصائل المعارضة في الخارج الاحد الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع حصول “مجازر” بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص.
وحذر المجلس في “نداء عاجل” الى المجتمع الدولي “من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة”، داعيا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة “لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية”.
كما حث “الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من اجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح”.
واضاف انه “يجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة”.
وكان رئيس المجلس عبد الباسط سيدا دعا السبت الدول “الصديقة والشقيقة” الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لارتكابه “مجازر” بحق السوريين، في وقت يشن الجيش النظامي هجوما على مدينة حلب في شمال البلاد.
واصدر الناطق الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين في سوريا زهير سالم بيانا جاء فيه “نداؤنا الى الضمير الانساني امنعوا المجزرة في حلب قبل ان تصبح خبرا” معتبرا ان “المجتمع الدولي المتمادي في صمته العملي والمكتفي بالتحذير والتنديد شريكا فيما يقع على الشعب السوري على مدى عام ونصف من قتل وانتهاك”.
واعربت دول غربية ابرزها الولايات المتحدة بالاضافة الى روسيا عن قلقها مما يجري في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي نعمت باستقرار كبير حتى المدة الاخيرة.
من ناحيته، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي في مقابلة مع مراسل فرانس برس في شمال سوريا، الغرب الى انشاء “منطقة حظر جوي” في سوريا، مشددا على ان مدينة حلب ستكون “مقبرة لدبابات”الجيش النظامي.
وقال العكيدي “نقول للغرب اصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة الى منطقة عازلة بل نحتاج الى منطقة حظر جوي فقط ونحن قادرون على اسقاط هذا النظام”.
وتطرق الى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على ان “اي حارة او اي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) اليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات”.