عربي وعالمي

أكبر تجمع للمعارضة السورية في الدوحة منذ الثورة
سوريا .. هجمات مركزة على المطارات والجيش الحر يتقدم

كشف ممثل “المجلس الوطني الكردي السوري في شمال العراق” كاوه عزيزي، أن “هناك مكاتب في إيران والعراق تقوم بتسجيل متطوعين وإرسالهم إلى القتال في سوريا”، وأن “حزب الله” أحد أطراف الحرب على الأراضي السورية.  
حيث كان الجيش السوري الحر يتقدم في مواقع استراتيجية لقطع طرق الإمداد على جيش النظام في شمال البلاد حيث تركزت هجماته على المطارات العسكرية، كانت دبابات بشار الأسد تدخل المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان لملاحقة ثوار من المعارضة.  
فمن أربيل، قال ممثل “المجلس الوطني الكردي السوري في شمال العراق” كاوه عزيزي لوكالة أنباء الأناضول، إن “هناك مكاتب في إيران والعراق تقوم بتسجيل متطوعين وإرسالهم للقتال في سوريا” إلى جانب جيش رئيس النظام السوري.  
وأضاف عزيزي في تصريح لمراسل الوكالة التركية أن أحد أصحاب الورش الصغيرة في شمال العراق أبلغه أن عاملين لديه من العراقيين والإيرانيين “تركوا العمل قبل أيام، وعادوا إلى مناطقهم الأصلية في جنوب العراق، وشمال غرب إيران، لتسجيل أسمائهم لدى مكاتب تجند متطوعين للقتال في سوريا إلى جانب جيش النظام مقابل مبالغ مالية شهرية”.  
ولفت عزيزي إلى أن هؤلاء العاملين أبلغوا صاحب الورشة أنهم ذاهبون لـ”تأدية واجب ديني مقدس، ولا يخشون الموت، وسيتلقون مبلغ 900 دولار أميركي شهرياً”.  
وأشار إلى أن سوريا “تشهد صراعاً دولياً على أراضيها أطرافه روسيا وإيران والعراق و”حزب الله” ودول مجاورة.. تتدخل جميعها سواء بشكل مباشر أو عبر وكلاء”. 
وفي سوريا كثف المقاتلون المعارضون هجماتهم على مواقع عسكرية مسجلين بعض النقاط ضد جيش النظام خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، عشية اجتماع مهم للمعارضة السورية في الدوحة يهدف الى توحيد صفوفها وتوسيع مكوناتها المختلفة.  
وعلى الأرض هاجم معارضون سوريون مطاراً عسكرياً في شمال البلاد أمس، في اطار جهود لعزل حلب أكبر المدن السورية عن العاصمة دمشق وتأمين ممر استراتيجي بين الشمال والجنوب.
وأظهر تسجيل مصور مقاتلين من المعارضة يشنون هجومهم على مطار تفتناز العسكري باستخدام أسلحة رشاشة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس “سيطرة مقاتلين من كتائب مقاتلة عدة فجراً على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الدويلة في بلدة سلقين في ريف إدلب (شمال غرب) بعد اشتباكات عنيفة”.  
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن المعارضين ما لبثوا أن انسحبوا من القاعدة الواقعة في منطقة جبلية، “بسبب صعوبة الاحتفاظ بها خوفاً من سلاح الطيران الحربي الذي ما لبثت قوات النظام أن لجأت اليه لقصف القاعدة ومحيطها”. 
وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الجيش الحر التي سيطرت على قاعدة الدويلة “بعد حصار طويل، غنمت ما تحتويه من أسلحة وذخائر”.  
ونفذت مجموعة من الكتائب المقاتلة المعارضة صباح أمس هجوماً على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب. وقال المرصد إن الاشتباكات مستمرة في محيط المطار.
في محافظة حلب (شمال)، وقعت اشتباكات في محيط مطار النيرب العسكري، بحسب المرصد. كما شهدت بعض أحياء مدينة حلب حيث تدور معارك ضارية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قصفاً واشتباكات.
وأفاد المرصد عن اشتباكات في محيط كتيبة المدفعية في ريف مدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق) رافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة. 
في ريف دمشق، ذكر المرصد أن مقاتلين “من كتائب ثائرة عدة سيطروا الجمعة على قسم الشرطة ومبنى البلدية وبرج مشفى حليمة التي كانت بين أيدي القوات النظامية في مدينة دوما بعد اشتباكات عنيفة”.
وبعد الإدانة الدولية لشريط الفيديو الذي نُشر قبل يومين على موقع “يوتيوب” الالكتروني وأظهر مقاتلين معارضين وهم يطلقون النار على جنود أسرى، نشر المرصد شريطين جديدين يظهر فيهما عناصر موالون للنظام وهم يقطعون آذان مقاتلين معارضين ويقومون بتصفية مسلحين جرحى بإطلاق النار عليهم. 
وفي حرب أشرطة الفيديو بين فريقي المعارضة والنظام، نشر أمس شريط مصور على شبكة الانترنت يظهر عناصر موالين للنظام وهم يقطعون آذان مقاتلين معارضين متباهين بعملهم، بينما أظهر شريط آخر عناصر يطلقون النار على خمسة مسلحين ويسمونهم بأبشع النعوت. وأوضح رامي عبدالرحمن أنهما التقطا في ريف اللاذقية (غرب) في تموز الماضي، وفي وادي اليرموك في محافظة درعا في شباط. وقال تعليقاً على حرب الصور “منذ اليوم الأول للثورة، قام النظام بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تُحصى. إلا أن هذه الجرائم لا تبرر جرائم مقابلة”. 
وارتفع عدد شهداء سوريا أمس إلى 137 شهيداً بينهم عشر نساء وستة عشر طفلا: سبعة وأربعون شهيداً في إدلب معظمهم قضوا في قصف الطائرات الحربية في بلدة كفرتخاريم، سبعة وثلاثون شهيداً في دمشق وريفها معظمهم في مجزرة زملكا، ثلاثة عشر شهيداً في حلب، أحد عشر شهيداً في درعا، تسعة شهداء في القنيطرة جميعهم من الجيش الحر، ثمانية شهداء في حمص، ستة شهداء في دير الزور، شهيدان في حماة وشهيد في الرقة. 
وأوقفت أجهزة الأمن السورية الكاتب السوري ضاهر عيطة في دمشق، بحسب ما أفاد أصدقاء له أمس.
وتمت عملية التوقيف الخميس، ولم تعرف أسباب توقيف هذا الكاتب البالغ من العمر 46 عاماً وهو مقعد ومعروف بمواقفه المنتقدة للنظام.
وقدمت إسرائيل شكوى الى مراقبي الأمم المتحدة على الحدود بينها وبين سوريا بسبب دخول ثلاث دبابات سورية صباح أمس المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان حسبما أفادت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي. 
وأوضحت مصادر أن الدبابات دخلت قرية بير عجم الواقعة على بعد كيلومترات معدودة من أحد مواقع الجيش الإسرائيلي، لافتة إلى أن الدبابات توغلت خلال القتال مع قوات المعارضة المسلحة. 
وفي الدوحة يعقد غداً اجتماع مصيري للمعارضة السورية الموسعة في محاولة هيكلة يمكن أن توحد أطياف المعارضة المشتتة.
وفي خطوة تحضيرية لهذا الاجتماع، التقت 25 شخصية سورية من المعارضين البارزين في عمان وأعلنت مبادرة لايجاد “جسم سياسي جديد” يمثل كل فئات المعارضة. 
ويأتي هذا الإعلان بعد تصريحات أميركية حضت على تشكيل إطار أكثر شمولاً للمعارضة السورية وبالتزامن مع تقارير عن احتمال تشكيل حكومة سورية في المنفى برئاسة المعارض البارز رياض سيف.
وشارك سيف في الاجتماع الذي عقد الخميس بدعوة من رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وحضوره.
وقال محمد العطري المتحدث باسم رياض حجاب أمس، إن “النائب السابق رياض سيف سيعلن خلال اجتماع الدوحة عن المبادرة الوطنية السورية”. 
وأوضح أن المبادرة “عبارة عن إنشاء جسم سياسي جديد للمعارضة السورية يكون ممثلاً لجميع شرائح المعارضة ويتكون من المجلس الوطني (أعضاء المكتب التنفيذي الـ14) والمجلس الوطني الكردي (ثلاثة أعضاء) والمجالس المحلية (المدنية التي تعنى بتنظيم شؤون الناس في المناطق التي خلت من وجود النظام) والمجالس الثورية في الداخل والشخصيات السياسية التاريخية وهيئة علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين”. 
وقال العطري إن “مشاورات ستجري لمعرفة ما إذا كانت هذه المبادرة ستشكل جسماً بديلاً من المجلس الوطني أو ائتلافاً جديداً”. وأضاف “بكل تأكيد سينتج عن هذه التوليفة في وقت لاحق إعلان حكومة”.
وأصدر اجتماع عمان بياناً أكد فيه أن “رحيل الأسد وعصابته عن السلطة هو شرط مسبق لا تنازل عنه قبل الدخول في أي حوار يهدف الى ايجاد حل غير عسكري، هذا إذا كان ذلك ممكناً”. 
وأعلنت الجامعة العربية أمس أن اللقاء الثلاثي المقرر عقده مساء اليوم في أحد فنادق القاهرة بين الأمين العام للجامعة نبيل العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي العربي المشترك الخاص بسوريا سيبحث بالدرجة الأولى الوضع الراهن بسوريا ومحاولة الوصول إلى بلورة رؤية مشتركة يمكن البناء عليها . 
ومن جانب آخر، تلتقي أطياف المعارضة السورية، الأحد، في الدوحة في تجمع يعد الأكبر من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات في وجه الرئيس السوري بشار الأسد.
وتهدف اللقاءات إلى إعادة هيكلة المجلس الوطني، وتوحيد جهود المعارضة، وبحث مشروع “حكومة المنفى”، بحسب ما أعلن معارضون.
وسيناقش المؤتمر بشكل خاص المبادرة التي طرحها المعارض رياض سيف، وسميت بمشروع هيئة المبادرة الوطنية السورية، وتقترح المبادرة قيادة سياسية مقرها عمان وتكون بديلاً عن المجلس الوطني.
ومن جانبه، اعتبر عضو المنبر الديمقراطي المعارض في سوريا، ميشال كيلو، أن مبادرة سيف هي نقلة من وضع المعارضة المنقسمة على نفسها إلى وضع آخر سيتمخض عنه تشكيل حكومة ستضع حداً للمرحلة السابقة بكل مسمياتها.
كما ينتظر أن تجرى خلال المؤتمر انتخابات لاختيار رئيس جديد للمجلس الوطني بعد توسيعه.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” أن 3 أسماء مرشحة لرئاسة المجلس الوطني، في مقدمتها الرئيس الحالي عبدالباسط سيدا، والرئيس السابق برهان غليون، إلى جانب المعارض والسجين السابق رياض سيف.