عربي وعالمي

إسرائيل ترفض الاقتراح المصري بوقف إطلاق النار في غزة

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل رفضت الاقتراح المصري بالإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة واعتبرت أن الاتفاق الذي تم تداوله سيئ بالنسبة لها، فيما تتواصل المساعي من أجل التوصل إلى اتفاق جديد.

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن المسودة الأخيرة للتفاهمات التي صاغها مسؤولون في الاستخبارات المصرية أمس “لم تكن جيدة لإسرائيل” وأن مصر تبنت مواقف حماس وخاصة بكل ما يتعلق بمطالب فتح المعابر الحدودية وتخفيف الحصار وإلغاء المنطقة الأمنية وهي منطقة عند الشريط الحدودي بين إسرائيل وغزة بعرض 500 متر داخل القطاع ولا تسمح إسرائيل بدخول الفلسطينيين إليها.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن المفاوضات التي تجريها إسرائيل مع مصر حول وقف إطلاق النار ليست مثل تلك التي أجرتها في الماضي مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو مدير الاستخبارات المصرية السابق عمر سليمان، “واليوم هذا (الرئيس المصري محمد) مرسي يضع روح القائد” في الاتفاق.

وتابع أنه “يوجد هنا مجموعة تريد منح حماس إنجازات”، وأن البديل بالنسبة لإسرائيل “ليس تفاهمات جيدة أو سيئة وإنما وقف إطلاق نار أو عملية عسكرية برية واسعة وخطيرة في غزة”.

وفيما يتعلق بالمداولات الإسرائيلية الداخلية، فإن وزير الدفاع ايهود باراك دعا إلى قبول مسودة الإتفاق المصرية، بينما رفضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، واعتبرا أنه “يحظر على إسرائيل التنازل في قضايا هامة بالنسبة لها”.
وأوضحت إسرائيل لمصر أنها معنية بأن يتم في المرحلة الأولى وقف إطلاق نار يستند إلى مبدأ “الهدوء مقابل الهدوء”، ولذلك فإنها تطالب بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل والتوقف عن مهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي المتواجدة عند الشريط الحدودي ووقف الهجمات ضد إسرائيل من سيناء التي تقول إسرائيل إن منفذيها يخرجون من غزة.

وإضافة إلى ذلك، تطالب إسرائيل بأن تكون حماس مسؤولة عن تطبيق التفاهمات على باقي الفصائل في قطاع غزة.وفي مقابل ذلك، ستتوقف إسرائيل عن شن الغارات الجوية في القطاع وتوقف الاغتيالات بحق النشطاء الفلسطينيين، وطالبت إسرائيل بأن يكون لديها الحق في تنفيذ عمليات عسكرية من أجل إحباط هجمات ضدها.

وفي المرحلة الثانية، بعد فترة تجربة وقف إطلاق النار، ستوافق إسرائيل على بدء اتصالات مع مصر حول مطالب حماس وفي مقدمتها تخفيف الحصار على القطاع وفتح المعابر الحدودية، وبالمقابل تطالب إسرائيل بأن يتم في هذه المرحلة بحث موضوع تهريب الأسلحة إلى غزة وأن توفر مصر ضمانات بأنها ستعمل على وقف تهريب الأسلحة.

وترددت أنباء أمس عن احتمال الإعلان عن وقف إطلاق النار عند منتصف الليلة الماضية لكن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن نتنياهو أرجأ ذلك من أجل تنسيق الخطوات الأخيرة قبل التهدئة مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي وصلت إلى إسرائيل في ساعة متأخرة من مساء أمس.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو في القدس، إن “الولايات المتحدة ملتزمة تجاه إسرائيل وبالعمل من أجل تهدئة الوضع في غزة، وإطلاق الصواريخ من غزة يجب أن يتوقف”.

وقال نتنياهو من جانبه، إنه “إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهمات طويلة الأمد فإننا نفضل ذلك، لكن إذا لم يحدث هذا فإننا سننفذ كل عملية مطلوبة من أجل الدفاع عن مواطنينا”.