عربي وعالمي

أنقرة وواشنطن تفرجان عن الصواريخ الدفاعية لـ "الجيش السوري الحر"
الاسد يقصف أكثر من 100 مدرسة في دمشق

(تحديث) أفادت “سانا الثورة” أن قصف النظام السوري استهدف أكثر من 100 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية في دمشق وريفها، كما حول بعضها إلى ثكنات عسكرية، ما أدى إلى تعطل الدراسة فيها، إلى ذلك، أفاد المركز الإعلامي السوري بانشقاق اللواء محمود العلي، رئيس مكتب الدراسات والتخطيط في وزارة الداخلية.  

وضمن التطورات الميدانية في دمشق، جرى قصف مدفعي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حيي التضامن والحجر الأسود، كما وقعت اشتباكات عنيفة جنوب حي جوبر. 

من جانبه، استهدف الجيش الحر حاجز مفرق النهضة على طريق مطار دمشق الدولي، وبلغت حصيلة قتلى الأمس، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، 73 شخصاً معظمهم في دمشق وريفها وحلب. 

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية وقرب دوار شيحان ومحيط بني زيد في مدينة حلب. كما جرى إطلاق نار كثيف قرب مقر حزب البعث في حي المساكن في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.  

من جهة أخرى، تصدى الجيش الحر لثلاثة زواق حربية قادمة من منطقة الطبقة إلى سد تشرين عبر نهر الفرات وأجبرها على الانسحاب في ريف حلب، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة، ووجهت المشافي الميدانية والأطباء في مدينتي معضمية الشام وداريا بريف دمشق، نداءات استغاثة بسبب كثرة الجرحى ونقص الإمكانيات. 

أعلنت قيادة القوات المسلحة التركية في أنقرة ابتداءً من نهاية الاسبوع المقبل سيتم نصب عشر بطاريات صواريخ أميركية مضادة للطائرات والصواريخ من طراز “باتريوت” بدأ بالفعل شحنها من قيادة حلف شمال الاطلسي في قواعد اوروبية, لنشرها على الحدود التركية – السورية بسبب “تخوف” انقرة من اعتداءات سورية صاروخية متوقعة على اراضيها حسب وزير خارجيتها احمد داود اوغلو و”تمهيدا لاعلان شمال سورية من حلب حتى حدودها مع تركيا منطقة حظر جوي تنفذ فرضه, الى جانب المقاتلات الجوية التركية صواريخ “باتريوت” التي ستمنع اقتراب اي سلاح جوي سوري من طائرات وصواريخ من تلك الحدود بمسافة تزيد على الثلاثين كيلومترا” حسب ديبلوماسي خليجي في العاصمة القطرية. 
وقالت اوساط ديبلوماسية تركية في لندن  امس ان حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة التي ايدت نشر “باتريوت” على الحدود التركية “مستعدان لمضاعفة عدد بطاريات تلك الصواريخ التي اثبتت جدارتها في مختلف الحروب التي استخدمت فيها في الشرق الاوسط وافغانستان واوروبا الشرقية وخصوصا في حربي الخليج (العراقيتين) الاولى والثانية (تحرير الكويت والقضاء على نظام صدام حسين), اذا استدعت الحاجة ذلك” الا ان تلك الاوساط استبعدت اي رد فعل سوري على عملية نشر هذه البطاريات او التحرش بالجيش التركي القادر على تدمير البنى التحتية العسكرية السورية في عمل خاطف يقلب الامور في المنطقة رأسا على عقب لصالح الثورة السورية و”الربيع العربي”. 
وكشفت الأوساط التركية عن ان حكومة رجب طيب اردوغان تمكنت من الحصول على صواريخ “باتريوت” من حلف شمال الاطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة, وتعتبر تركيا القوة العسكرية الثانية فيه, “من دون اي شروط من قيادة الحلف” رغم تصريحات امينه العام اندرس فوغ راسموسن ان “نشر الصواريخ هو “محض دفاعي ولا يشكل خطوة اولى نحو فرض منطقة حظر طيران فوق شمال سورية” التي يبدو انها للاستهلاك الخارجي ومنع اي اعتراض روسي او صيني على عملية النشر تلك. 
وحدد اعضاء “الائتلاف” النصف الثاني من ديسمبر المقبل “الموعد النهائي لنقل هذه المعدات الجوية والبرية المضادة الى قيادة الجيش السوري الحر برئاسة رياض الاسعد الذي التزم توزيعها على فصائله المقاتلة في مختلف انحاء سورية من دون السماح لاي من التنظيمات السلفية بالحصول على بعضها اذ يبدو ان تجربة الولايات المتحدة في الحرب الافغانية الاولى على السوفيات في اوائل الثمانينات مريرة جدا حين سلمت المجاهدين الاف صواريخ “ستنغر” المضادة للطائرات والتي لعبت الدور الاكثر بروزا في هزيمة سلاح الجو السوفياتي وانسحاب الجيش الروسي من البلاد, الا ان واشنطن اضطرت بعد ذلك الى ارسال بعثات عسكرية مكثفة الى افغانستان وحتى باكستان لاستعادة شراء هذه الصواريخ بمبالغ خيالية من الثوار الذين باعوا الالاف منها الى ايران وسورية ودول ومنظمات ارهابية”. 
وذكر الديبلوماسي الخليجي ان سيطرة الاجنحة العسكرية المسلحة للثورة السورية على اكثر من 15 مطارا مدنيا وعسكريا في مختلف محافظات البلاد ووقوع عدد اخر من المطارات المهمة ومنها مطارا المزة العسكري والتجاري في مدى نيران آليات ومدافع هاون وصواريخ ارض – ارض الثوار التي استولوا عليها من الجيش النظامي, حدا كثيرا من وصول شحنات اسلحة ايرانية وروسية وصينية وكورية شمالية الى مطارات البلاد الا ان معظم ما استمر تدفقه على الجيش النظامي من قذائف جو – ارض من الطائرات من قنابل انشطارية وفراغية ومن براميل متفجرة بدأت ايران تصنيعها على نطاق تجاري منذ يونيو الماضي, بات شبه محصور بالشحن بحرا الى طرطوس واللاذقية وموانئ تقع في شمال سورية تحت سيطرة النظام والوجودين الروسي والايراني المكثفين اللذين يحميان مصالح طهران وموسكو في ذلك الجزء الصغير من البحر المتوسط”.
ومن جانب آخر، تفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الاسلاميين في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة ناشط كردي معارض.
وقال ناشط قدم نفسه باسم هفيدار انه تم الاتفاق في اقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطرا على امنها . 
واوضح ان القوة مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والمنشقين الاكراد المتواجدين في اقليم كردستان . 
وتأتي هذه الخطوة في اعقاب اشتباكات في الايام الماضية بين مقاتلين سوريين معارضين من جبهة النصرة و تجمع غرباء الشام ذات التوجه الاسلامي، ومقاتلين اكراد من لجان الحماية الشعبية، في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة شمال شرق . 
وادت الاشتباكات الخميس الى مقتل تسعة مقاتلين بينهم ثمانية من جبهة النصرة وغرباء الشام ومقاتل من اللجان الكردية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد ايام من مقتل 34 شخصا جراء اشتباكات بين الطرفين وقعت الاثنين في المدينة نفسها.  
ويتبع مقاتلو لجان حماية الشعب الكردي للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، ابرز مكوناتها. 
وكان المرصد افاد الخميس عن حشد متبادل بين الطرفين، مشيرا الى ان جبهة النصرة استقدمت نحو مئتي مقاتل من مدينة تل ابيض الى الغرب من رأس العين، في حين استقدمت غرباء الشام اكثر من مئة مقاتل وثلاث دبابات، في مقابل نحو 400 مقاتل كردي.  
وحذر تجمع غرباء الشام كل من رفع السلاح في وجهنا وخاصة حزب العمال الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردي من اي عمل يتعارض مع مسار الثورة ، داعيا الى انسحابهما الفوري من رأس العين، بحسب ما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على شبكة الانترنت الخميس. 
كما دعا البيان الذي قرأه احد المسلحين محاطا بعشرات آخرين، كل فصائل الجيش السوري الحر الى الاتحاد في معركة تحرير الحسكة ، وهي المدينة التي ما زالت خاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية، مثلها مثل مدينة القامشلي الواقعة ايضا في محافظة الحسكة.  
وبات المقاتلون الاكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية في شمال شرق سوريا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من التواطؤ بين نظام الرئيس بشار الاسد وابرز قوة كردية على الارض من اجل استدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية الى انقرة. ويضم شمال وشمال شرق سوريا معظم الاكراد السوريين البالغ عددهم زهاء مليونين.