عربي وعالمي

انشقاق نائب وزير الداخلية السوري

أعلن ناشطون في صفوف المعارضة السورية عن انشقاق نائب وزير الداخلية ورئيس مكتب الدراسات والتخطيط اللواء محمود العلي.  
وكان العلي يترئس منصب رئيس فرع الأمن الجنائي في محافظة درعا سابقا، حيث يشار إلى أنه يمكن اعتبار هذا الانشقاق من أرفع الرتب بين الضباط المنشقين من وزارة الداخلية السورية.  
وبعد مرور 21 شهراً على أشتعال الثورة السورية في وجه حكم حزب البعث الذي يحكم البلاد لأكثر من نصف قرن. 
الى ذلك انشق خمسة من جنود الجيش السوري كانوا يعملون في قاعدة الشيخ سليمان التي تعتبر آخر ثكنة مهمة في غرب حلب (شمال غرب) لقوات النظام. وعلت محيا كل واحد من هؤلاء الشبان ابتسامة ارتياب لا تكاد تصدق ما حصل لهم. 
وكان المتمردون ضربوا لهم موعدا فجرا عند احد المواقع المتقدمة للقاعدة على طول المنطقة العازلة التي تفصل المتحاربين. 
وروى ابو زمزم قائد كتيبة آل البيت احدى كتائب المتمردين التي تحاصر القاعدة “اتصلنا بمجموعة من الجنود داخل القاعدة ولاننا فقدنا الكثير من الرجال في السابق في فخاخ مماثلة فقد كان يتعين تأمين المنطقة تأمينا تاما”.
واضاف “في الموعد المحدد ركضوا باتجاهنا لمسافة نحو كيلومتر رافعين اياديهم الى الاعلى وباسلحتهم التي استحوذنا عليها”.
وبعد ساعات قليلة من استسلامهم جلس خمستهم القرفصاء لتناول وجبة طعام في منزل قائد الكتيبة الذي يقع على مرمى حجر من خط الجبهة، وسط نظرات فضول لعشرة متمردين.
وبعد ان استحموا نزعوا زيهم العسكري ليرتدوا بدلات رياضية رخيصة، وفي الصباح قرر قيادي آخر يقوم ايضا بدور القاضي الشرعي هو الشيخ توفيق مصيرهم في بلدة قبطان الجبل المجاورة. وقرر انهم احرار ويمكنهم العودة الى منازلهم.
ولا احد من الحضور يمكنه الاحتجاج على القرار. ورغم الاجواء الجيدة اجمالا فان بعض النظرات الحادة خصوصا من مقاتل اوزبكي، عكست غضب البعض.
وقال احد المنشقين “كانت مجموعتنا المكونة من ثلاثين رجلا مكلفة بالامن على قسم من القاعدة”. واضاف الشاب الذي طلب عدم كشف هويته “كنا مقطوعين تماما عن العالم لا تلفزيون ولا اذاعة. وتمت مصادرة شرائح هواتفنا وبطارياتها منذ بدء المعارك”.
وتابع المنشق “كان الضباط العلويون يبقوننا عمدا في عزلة تامة. ولمنع حالات الانشقاق او حتى التفكير في الاستسلام، يقولون ان المتمردين يذبحون كل منشق”.
ومضى يقول وسط نظرات غير مقتنعة من مستضيفيه “لم نكن نعرف ان النظام قتل كل هذا العدد من الناس في الاشهر الاخيرة وانه يقصف المدنيين”.
وعلى بعد 25 كلم شمال غرب حلب تقصف قاعدة الشيخ سلميان الضخمة يوميا تقريبا بالمدفعية الثقيلة المدن والقرى المجاورة في منطقة يحظى فيها الثوار بتعاطف واسع.
وبحسب الشاب المنشق وهو جندي بسيط بدأ “منذ 13 شهرا” يتولى الحراسة في احد مواقع القاعدة، فان معنويات القوات النظامية داخل القاعدة “متدنية جدا” وقال انه طوال فترة خدمته “لم اتحدث الى اسرتي ولم اغادر القطاع”.
واضاف ان الوضع “سيىء جدا في القاعدة” التي تؤوي “الكثير من الاسلحة” غير انه قال انه لا يمكنه احصاءها حيث انه ليس مسموحا له الوصول الى قلب القاعدة التي يقودها اللواء خليل عطري.
وتابع “في قطاعي كان لدينا خمسة مدافع قمنا بتخريبها بطلب من المتمردين قبل فرارنا”.
واشار الى انه “حدثت العديد من حالات الانشقاق في المعسكر نحو 15 في وحدتي منذ عام. وذات يوم قررنا نحن ايضا ان ننشق”.
وروى “تمكنا من اخفاء شريحة هاتف وامن لنا جندي علوي بطارية. وحصل قريب من حلب على رقم هاتف ابو زمزم فاتصلنا به”.
وفجأة دخل متمردان احدهما فقد ذراعه الى الغرفة، وخاطب احدهما الشاب بلهجة حادة محاولا جلبه معه “تعال هنا انت لدي اسئلة اريد طرحها عليك”، وتدخل ابو زمزم على الفور قائلا “انهم في منزلي ولا احد يمكنه المساس بهم. لقد قرر الشيخ توفيق انهم احرار. سأقتادهم احرارا حتى منازلهم”.