أقلامهم

مشاري العدواني: لكل قضية وجريمة قتل حيثياتها، وظروفها، واسبابها، ولا يمكن اسقاطها على السياسة.

جريمة الأفنيوز سببها الحكومة !
كتب مشاري العدواني
هل تذكرون في شهر اغسطس الماضي، عندما شتم احد المغردين السفلة، سبطي رسول الله في تويتر ؟!!  قامت الدنيا ولم تقعد والكل (ركب الباص) وركوب الباص مشكلته مشكلة، فهو نعني فيه ركوب اي جاهل سواء نائب او صحيفة او قناة او حتى حكومة ( جهلة معلومة ) الموجة  وتحويل الموضوع الى قضية رأي عام كبرى، وتوقيف البلد على رجل واحدة !
المهم ذاك اليوم الحكومة كادت ان ترفع حالة استعداد الجيش للدرجة القصوى، واصدرت بيانا رسميا يستنكر فعلة المغرد  ! و استنفر السياسيون المتكسبون من النواب الشيعة والسنة، وعشرات بل مئات من البشر، استنفروا ضد ذلك المغرد، الذي طلع بالنهاية، لا هو كويتي ولا عمره دخل الكويت ! خليجي مقيم في قرية نائية خليجية…جعل دولة الكويت تركب الباص !
منذ وقوع جريمة الأفنيوز البشعة، والتي نتمنى الصبر والسلوان لأهل المغدور به، ونتمنى المحاكمة والقصاص العادل السريع لمرتكبيها، ركب مجموعة من نواب المجلس المشوه، وصحافيون ومحاميون بل ودكتور بالجامعة يدرس القانون، كلهم ركبوا الباص … وحاولوا بكل انحطاط ربط جريمة الأفنيوز بالحراك السياسي، بل جابوها بكل سفالة وقالوها علنا من الاخر بأنهم من شباب المسيرات بصباح الناصر والصباحية ! وزادوا في غيهم بأن نواب الاغلبية سيتوسطون للجناة على اعتبار انهم منهم وفيهم !!
وطلع بالنهاية المتهم الرئيسي (شاب بدون) ولا علاقة له ولا لبقية المتهمين البدون والخليجي من قريب ولا من بعيد بالأغلبية !! بكل تأكيد لن يعتذر هؤلاء الزقمبية … الذين صوروا الحراك السياسي الشبابي على انهم شوية بلطجية وقتلة، وربطوهم بالجريمة، ولن يعتذروا للاغلبية واهاليهم على هذا التجني ! لكن تعالوا يا زقمبية، من المسؤول الان عن جريمة الافنيوز؟!
اذا السالفة (سفالة اقصد سياسة) المسؤول الاول عن هذه الجريمة هي حكومات دولة الكويت المتعاقبة التي خلقت وزرعت للبلاد والعباد، من خلال اهمالها، وتجاهلها، وتعمدها، عدم حل قضية البدون… بعض القنابل العنقودية الموقوتة على هيئة  بعض الشباب البدون الضائع والذي يعيش بلا هوية، وبلا مستقبل، وبلا عمل، وناقم وحاقد على المجتمع ! 
أليس هذا هو التحليل السليم للجريمة؟! بكل تأكيد لا، فالمنطق وحتى القانون يقول بأن لكل قضية وجريمة قتل حيثياتها، وظروفها، واسبابها، ولا يمكن اسقاطها على السياسة  ولا حتى على المجتمع، لأنها اولا ليست ظاهرة، بل حوادث فردية تقع في ارقى المجتمعات وأرقى الديمقراطيات فبطّل يا زقمبي انت وياه … اسلوب دس السم بالعسل !