عربي وعالمي

لبنان: مطالب معارضي بشار لن تتحق بالعنف.. والأسد له مكانته وشعبيته وهو الرئيس

حذّر وزير الخارجية اللبناني، عدنان منصور، اليوم الخميس، من أن التدخل الخارجي في الشأن السوري يطيل عمر الأزمة، مشيراً إلى أن أعداد اللاجئين السوريين في لبنان يشكّل عبئاً أكيداً على الدولة اللبنانية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن منصور انه “منذ بداية الأحداث في سوريا، قلنا إن هنالك معارضة ومطالب إصلاحية ولكن المطالب الإصلاحية لا تتحقق عن طريق العنف والقوة”.

واعتبر أن “المطالب الإصلاحية يجب أن تنبع من إرادة الشعب السوري ومن إرادة سورية، وأن التدخل الخارجي في الشأن السوري سيعيق ويطيل من عمر الأزمة وسيعقّد الأمور أكثر فأكثر”.

تابع “لذلك كان للبنان موقف سياسة النأي بالنفس، ما يعني أننا لا نتدخل في الشأن السوري ولا نتدخل في القرارات وغير ملزمين بالقرارات التي تتخذ ضد سوريا”.

وأضاف منصور”قلنا منذ اللحظة الأولى أن الحل والحوار هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يخرج سوريا من أزمتها ولكن للأسف وجدنا أنه منذ اندلاع الأحداث في سوريا منذ مارس 2011 ولغاية اليوم، أن تدفق السلاح والمال والمقاتلين إلى سوريا مستمر”.

وأكّد منصور أن “أي فريق لا يستطيع أن يختزل فريقاً آخر أو أن ينهي فريقا آخر”، مشيراً إلى أن “الرئيس (السوري بشار) الأسد له مكانته وله شعبيته وهو رئيس لسوريا”، معتبراً أن “المسألة ليست مسألة إن كان “سيبقى أو لا يبقى” بل المسألة هي وقف أعمال العنف في سوريا وتحقيق الإصلاحات على الأرض”.

وأشار إلى أن “في سوريا دولة ومعارضة، وعلى الفريقين أن يتحاورا كي يتوصلا إلى حل سياسي لإخراج البلاد من الأزمة”. واعتبر منصور أن “الأزمة السورية إذا استمرت بوتيرة العنف هذه، فستكون لها تداعياتها الخطيرة، ليس على سوريا وعلى وحدتها وسيادتها فحسب، وإنما ستكون لها تداعيات سلبية على دول المنطقة أيضاً”، محذّراً من “أن إطالة الحرب في سوريا سيشكل تهديدا خطيرا للمنطقة وللسلم في المنطقة كلها”.

واضاف “لذلك نرى أنه حان الوقت لوقف أعمال العنف من أجل دعم وتفعيل مهمة (المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا) الأخضر الإبراهيمي، وعلينا مساعدته في مهمته من أجل إنقاذ سوريا ومن أجل وضع حد نهائي لدورة العنف وللاقتتال”.

وقال “من خلال تتبع الأحداث منذ بدايتها في سوريا وحتى هذا اليوم، يتبين أن الأزمة ليست أزمة داخلية محض، والدليل على ذلك تدفق الأموال وتدفق السلاح وتدفق المقاتلين من الخارج، مشيراً إلى أنه “نسمع أيضاً تصريحات لمسؤولين في دول العالم تقف مع فريق ضد آخر”.

واعتبر أن “هذا التدخل يزيد من الاقتتال، ويزيد من تدهور الأوضاع، ومن تدمير البنى التحتية التي نراها في سوريا اليوم”، مشيراً إلى أن “الاقتتال يدفع بالعديد إلى ضرب المنشآت التحتية والمدنية والطبية والتعليمية وغير ذلك”.

وعن اللاجئين السوريين المتواجدين في عدة مناطق لبنانية، أكّد منصور أننا “ننظر إلى الأخوة الوافدين من سوريا نظرة إنسانية”. وأضاف أن “إمكانات لبنان ضعيفة ومتواضعة”، مشيراً إلى “أننا نقدّم لهم بقدر ما نستطيع تقديمه من مساعدات بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، ودول أخرى تقدم المساعدات لهؤلاء النازحين”.

 وعما إذا كان لبنان معرّض لهزة سياسية أو وطنية على أثر ما يسمى بالربيع العربي، اعتبر منصور أن “لبنان له وضعه الخاص وهو اليوم طبعاً يتعاطى بحذر شديد مع ما يجري حوله”. غير أنه أشار إلى أن “وجود عدد كبير من الأخوة السوريين في لبنان يشكل عبئاً على الدولة، بدون أدنى شك”.

وعن احتمال تغيير لبنان لموقفه من الائتلاف المعارض كممثل للشعب السوري، أكّد منصور أن “موقف لبنان الرسمي واضح وهو سياسة النأي بالنفس”.