أكد المبعوث العربي – الأممي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، اليوم الأحد، أنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلا حلاً سياسياً، محذِّراً من أن الخيار الآخر للحل سيؤدي إلى ما أسماه “صوملة الأزمة”.
وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة، إنه غير قادر على رؤية حلول للأزمة السورية سوى أحد حلين اثنين، “إما حل سياسي يُرضي الشعب السوري ويحقق طموحاته، أو أن تتحول سوريا إلى جحيم ويجري صوملتها”، نافياً أن تتجزَّأ سوريا إلى دويلات في حال لم تُحل الأزمة سياسياً.
وأشار إلى أن الدول الإقليمية والدولية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي متفقة على حل سياسي للأزمة السورية يجنِّبها مصير انهيار كامل للدولة السورية، لافتاً إلى أن هناك أسساً يمكن بها حل الأزمة وهي وقف كامل لإطلاق النار، وتشكيل حكومة سورية كاملة الصلاحيات، وإجراء انتخابات نيابية تؤدي إلى تشكيل حكومة.
واستطرد قائلاً “لقد تحدثت بذلك مع وزيري الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف.. وبعد ذلك مع مساعديهما ويليام بيرنز، وميخائيل بوغدانوف”، واصفاً الوضع في سوريا بأنه “سيئ جداً وتزداد وتيرته سوءً”.
ورأى الإبراهيمي أن الإنتخابات ستكون نيابية وليست رئاسية، معتبراً “أن السوريين لن يرغبوا في نظام رئاسي على غرار ما حدث في الـ 42 عاماً الماضية”، لافتاً إلى أنه ينقل صورة واقعية للأوضاع الراهنة في سوريا من دون تشاؤم “لأننا نتحدث عن مصير 23 مليون إنسان هم الشعب السوري”.
وأعرب عن أمله في حل الأزمة السورية العام 2013 قبل مرور عامين على بدايتها، محذِّراً من أنه إذا كان عدد الضحايا 50 ألفاً خلال عامين؛ فإن 100 ألف ضحية جديدة ستقع إذا ما استمرت الأزمة لعام آخر وليس 25 ألفاً”.
وأضاف الإبراهيم إن السلم والأمن الدوليين باتا مهددين نتيجة الأزمة السورية، “وما نقوم به ليس من منطلق أخوي ولكن من منطلق مسؤولية دولية، معترفاً بأن الأمم المتحدة أصبحت عاجزة حيال اللاجئين والنازحين السوريين نتيجة الأزمة السورية”.
واستطرد قائلاً “هناك 4 ملايين نازح ومليونين آخرين بحاجة إلى الطعام والتدفئة، ويخجل الإنسان حينما يقف أمام اللاجئين من دون أن يستطيع أن يقول لهم خبر جيد”.
وحول إصرار المعارضة السورية على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل الحديث عن أي حل للأزمة، قال الإبراهيمي “من حق المعارضة السورية أن تطالب برحيل رئيسها اليوم قبل الغد.. ولكن كيف؟، هم يتحدثون بذلك منذ أكثر من عامين”.
ومن جانبه أشار العربي إلى أنه كان شاهداً على مباحثات جينيف لحل الأزمة السورية، وأن سبب فشل المباحثات كان آلية التنفيذ.
وتشهد سوريا منذ 15 مارس/آذار 2011 مظاهرات تطالب بإسقاط النظام، تحولت إلى أعمال عنف مسلح راح ضحيتها عشرات الآلاف من القوات النظامية ومسلحين تتهمهم الحكومة السورية أنهم “إرهابيون مدعومون من الخارج”>
أضف تعليق