سبر القوافي

عيّاد.. ابتسامة نصر

( 1 ) 
 
عياد الحربي.. ذلك الفتى النحيل المبتسم الخجول.. تشك في تواضعه ضعفاً.. إلا ويأتي موقفاً وترى الشموخ وهامة هذا الفتى تقبلها (السحاب)..
تتكسر على صبره الأيام والسنوات..!
تملّه المعضلات وتستهويه.
 
 
( 2 )
 
علمني عياد الحربي.. بأنه يستطيع وأنا على يقين من ذلك ان يقنع (جدران السجن) بالحرية.. ويوماً ما سيتسابق (الطوب) إلى تحطيم أسوار السجن من أجل الحرية..!
 
 
( 3 )
 
علمني عياد الحربي.. انه كلما وقف أمام القاضي، سيرى القاضي مستقبل وطنه وأبنائه في عين عياد الحربي.. 
وأقول لكل من سيقاضي “عياد”.. تذكر فأنت تقاضي وطناً لا أحداً..!
 
 
( 4 )
 
علمني عياد الحربي.. بأنه من الممكن ان تسجن أعداءك وهم في قصورهم..!
وان تقتل ادعاءهم بالانتصار في ابتسامتك..!!
وان يستصغروا أنفسهم كلما وقفت…!!
وان يدركوا قباحتهم كلما تكلمت..!!
وان يستضعفوا أنفسهم كل ما غفرت..!!
 
 
( 5 )
 
ولا خيـر فـي ودّ امـرىء متلـوّن
اذا الريح مالت, مال حيث تميل
وما أكثر الاخـوان حيـن تعدّهـم
ولكنـهـم فـــي النـائـبـات قـلـيـل
(الإمام الشافعي)
 
علمني عياد الحربي.. بأن المرء يستطيع في غيابه ان يفرز الناس دون ان يلتفت لهم، وكان في غيابه من تغنى على جرحه وتلك الظروف التي ولو اختلفوا معه، كان عليهم أن يصمتوا من أجل قضية كبيرة ومسؤولية نجاح، ولكن (البعض) من يختلف مع عياد ترك القضية ونجاحها ومسؤوليته للقصاص منه في غيابه، ولكن استطاع الشرفاء  تحجيم تلك العينات الصغيرة… فكانت لنائبة عيّاد فضائل كثيرة وأفرزت (العزيز في هذه المرحلة من الأذل)..!
 
 
( 6 )
 
قال لي ذات يوم وأنا في ضيافته خارج الكويت (أثناء الحكم).. (أني أشتاق للوطن، فوالله ان السجن في وطني حرية، وان الحرية بعيداً عنه سجن)..!!
لو أحببنا الوطن مثل عياد.. لبقيت شمسه مشرقةٌ ليلاً..!
صديقي عياد..
أنت أكبر من كل الغائبين، والحاضرين الشامتين.. والصامتين..وأنت (سيد الطلقاء)..!!
 
 
((قمم الجبال تُقبل أقدام الواقفين عليها))
 
حمد البديّح 
@hamadbedih