سبر القوافي

كيف تصبح أميرًا؟!!

يبدو أنك تريد أن تكون أميرًا.. أليس كذلك؟
أعلل ذلك بأنه لولا رغبتك بذلك، لما دفعت عينك لكي تقرأ ما يخبئه العنوان من سطور قليلة، شكّلت غموضًا في نظرك، ولكن أطلب منك التريّث والتمهّل، لأنك سترى ما أرمي إليه هنا. 
اسمح لي عزيزي القارئ بتصحيح أنظار خاطئة لدى البعض عن مفهوم الأمير.
ليس الأمير بالسارق، من يسرق أموال وممتلكات الناس ويأخذها على حساب الباطل وأنه الحق، لا يعد أميرًا وإنما سارقًا بل ظالمًا، وليته يتّعظ بحديث رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- عن ابنته، عندما توعّد أن يقطع يد ابنته فاطمة في إن سرقت لقطع يدها، أو فيما معناه.
ليس الأمير بالكاذب، يكذب على هذا وهذا، حتى يُكتب عند الله كذابًا!
ليس الأمير بالخائن، تراه وفيّ أمام عينيك وخلف ظهرك نقيض ذلك، يطعنك ويجرحك ويشوّهك وبهذا يلطخ بأفعاله بياض الأميرية!
ليس الأمير بالمنافق، يعطيك وعده ثم يخلف، وإذا حدّثك كذب، ولا يصلح أبدًا بأن يكون أهلًا للأمانة والأميرية!
ليس الأمير بالذي يتفاخر بأمواله، وإنما على العكس يرى بأنه ممكن في أي لحظة يحضر إليه ملك الموت، فلا يصبح للمليون عنده قيمة، فتجده سخي في العطاء يعطي الآخرين على اعتبار أنهم أخوة له في الإسلام، والمسلم للمسلم.
ليس الأمير بالمتغطرّس، الذي حين تراه يمشي كأنه الديك الرومي على رأسه ريشة، يمشي على غير طبيعته، وينظر إليك بنظرة ذلك الواقف على جبل، يرى الناس صغارًا ويرونه صغيرًا.
ليس الأمير بالطماع، لا تظن أن من لا يملك القناعة سعيد في حياته وحاله مسرور في انشراح بل على العكس، القناعة كنز من وجده وجد كل شي ومن فقده فقد كل شيء في حياته!
المال الذي يملكه ذلك الأمير ليس كل شيء، وأعلن التحدي في وجهه إذا المال يُسعده، لأن السعادة مصدرها النفس، والسعادة الحقيقة تأتي من رب العالمين سبحانه وتعالى.
الكل بإمكانه أن يصبح أميرًا، شريطة أن يستعين بكل ما مضى، ويطبّقه عمليًا.
تكون أميرًا بأخلاقك واحترامك وخوفك من الله، أفضل من أن تكون أميرًا بما لا يليق بالأميرية!
فيصل خلف
FK1414@