أقلامهم

محمد المقاطع: ما اجتاح البلد وينخر جسدها وثرواتها هم صراصير من البشر.

الديوانية 
صراصير تأكل الأخضر واليابس في الكويت!
الاسم: أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع
اجتاحت في الأيام الثلاثة الماضية (18 و19 و20 من هذا الشهر) موجات كبيرة ومتلاحقة من هجرات حشرات صغيرة من فئة الجراد شكلاً ولوناً، لكنها ليست منها، وتسمى في الكويت حشرة «الصرصار» وجمعها «صراصير»، وهي في اسمها قد تتشابه مع الصرصار الذي له معنى محدد لحشرة تعيش وتتكاثر في مواقع الصرف الصحي.
أما ما اجتاحت الكويت، فهي الحشرات الصغيرة التي هي من فئة الجراد شكلا ولونا، وقد عرف أنها من الحشرات المضرة التي قد تعتاش على المزروعات والأجسام الخشبية، وقد تنقل أمراضاً، فضلا عن إصدارها لصوت صفير مزعج إلى جوار شكلها المقزز! ويقول الكويتيون إنها تدخل الى اذن الإنسان، وقد تسبب موته، إذاً هي في نهاية الأمر حشرة تأكل الأخضر واليابس، فلا تبقي ولا تذر، وتمثل تهديدا للثروات الطبيعية للبلاد وطيب عيش العباد، فالحذر على قدر ما تحمله من نخر وتدمير لمقومات البلد!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن ما اجتاح البلد وينخر جسدها وكيانها وثرواتها وأموالها هم صراصير من البشر، التي تعتاش على نهب البلد والاقتيات على مشاريعه ومص خيراته، وهو السبب الحقيقي لتآكل الدولة وهشاشة كيانها وتهالك بنيتها التحتية.
ان تداعي مجاميع متعددة من المتنفذين ومصاصي خيرات البلد حالة مستمرة، تعزز من أن خطر الصراصير البشرية يبقى اكبر بكثير من خطر حشرات الصراصير ذاتها، فالثانية مكافحتها متيسرة ومعروفة، أما الأولى فإن اشكالها وهيئاتها وأشخاصها عبارة عن شبكة متغيرة، وربما يكون من بينها من هو صاحب قرار او سلطة، وتعتقد انه يحاربها ويكافح نهبها، وهو في حقيقة الأمر يحميها ويذود عن كل إجرامها.
اللهم إني بلغت.