عربي وعالمي

آشتون تدعو من القاهرة إلى إشراك الإخوان في العملية السياسية
مصر.. قتلى وجرحى ومسيرة حاشدة إلى مقر المخابرات الحربية

فيما انطلقت مسيرة حاشدة فجر اليوم في ميداني رابعة العدوية والنهضة إلى مقر المخابرات الحربية، رفضاً لما أسمته بالانقلاب العسكري ، اعتقلت قوات الأمن المصرية رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي ونائبه عصام سلطان اللذين أصدرت النيابة في وقت سابق أمر ضبط وإحضار بحقهما، فيما قتل وأصيب عدد من المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي في اشتباكات ببورسعيد، بينما يواصل آخرون اعتصامهم بميدان رابعة العدوية. 
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن ماضي وسلطان اعتقلا في وقت مبكر من صباح اليوم بمنطقة المقطم في القاهرة، ونقلا وسط إجراءات أمنية مشددة إلى منطقة سجون طرة حيث أودعا بسجن ملحق المزرعة. 
أبو العلا ماضي وعصام سلطان مطلوبان للتحقيق معهما في بلاغات قدمت قبل وبعد عزل مرسي (الجزيرة)
وتقول مصادر قضائية إن ماضي وسلطان مطلوبان للتحقيق معهما في بلاغات قدمت إلى النيابة العامة قبل عزل مرسي في 3 يوليو/تموز بتهم تتعلق بإهانة القضاء، وتتحدث تلك المصادر عن تهم إضافية نسبت إليهما بعد عزل مرسي تتصل بالتحريض على أعمال عنف أثناء الاحتجاجات على الخطوة التي أقدمت عليها القوات المسلحة.
وألقت السلطات في السابق القبض على عدد من الأعضاء القياديين في جماعة الإخوان المسلمين، بينهم الرجل الثاني في الجماعة خيرت الشاطر، وهناك أوامر ضبط وإحضار صدرت من النيابة العامة ضد المرشد العام للجماعة محمد بديع وعدد من أعضائها القياديين الذين تقول السلطات إنهم يحتمون باعتصام رابعة العدوية.
اشتباكات بورسعيد
من جهة أخرى شهدت مدينة بورسعيد أمس أعمال عنف، فقد أضرم عشرات من البلطجية النار في محال تجارية مملوكة لرجال أعمال محسوبين على التيار الإسلامي، وقالت مصادر محلية إنه تمت مهاجمة جنازة شاب قتل في هجوم المنصة من أبناء المدينة، مما أدى لحدوث اشتباكات حول مسجد التوحيد.
آشتون في القاهرة
 
إلى ذلك دعت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في مستهل زيارة للقاهرة إلى وقف أعمال العنف بمصر، وإلى عملية انتقالية سياسية تشارك فيها كل الأحزاب ومنها جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، في الوقت الذي أصدر فيه الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور قرارا جمهوريا بتفويض رئيس الوزراء حازم الببلاوي بعض صلاحياته بموجب قانون الطوارئ لعام 1958.
وبحثت المسؤولة الأوروبية خلال لقائها الليلة الماضية الرئيس المؤقت منصور الوضع في مصر، حيث تهدف زيارتها بحسب بيان صادر عقب وصولها العاصمة المصرية إلى “التحدث مع كل الأطراف وتعزيز الرسالة الأوروبية الداعمة لعملية انتقالية شاملة تشترك فيها كل المجموعات السياسية ومنها جماعة الإخوان المسلمين”.
وأكد البيان على أن هذه العملية يجب أن تؤدي في أسرع وقت ممكن، إلى “نظام دستوري وانتخابات حرة ونزيهة وحكومة مدنية”، مشددا على “تصميم الاتحاد الأوروبي على مساعدة الشعب المصري  على المضي قدما على طريق مصر مستقرة ومزدهرة وديمقراطية”.
وستلتقي المسؤولة الأوروبية عصر اليوم -بناء على طلبها- وفدا يمثل التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وسيضم الوفد أيضا رئيس الوزراء السابق هشام قنديل، كما أنها ستلتقي ممثلين عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين، إضافة الى مسؤولين في منظمات المجتمع المدني”.
ومن المنتظر أن تعقد آشتون -في زيارة هي الثانية لها منذ عزل مرسي- لقاء مع محمد البرادعي نائب الرئيس لشؤون العلاقات الدولية، ووزير الدفاع قائد القوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وأعضاء آخرين في الحكومة.
وقال بيان صادر عن مكتب البرادعي إن المسؤولين المصريين “سوف يوضحون الموقف بالنسبة لما يجري الإعداد له في المرحلة القادمة من خطوات لاستعادة الاستقرار والأمن في المجتمع المصري، وإعادة البلاد إلى طريق الديمقراطية التي حادت مصر عنها على مدى الشهور الماضية، وذلك في إطار خريطة المستقبل التي تم إعلانها في 3 يوليو/تموز الحالي.
منصور فوّض الببلاوي بعض صلاحياته بموجب قانون الطوارئ لعام 1958 (الفرنسية)
تفويض الببلاوي
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي أصدر فيه منصور قرارا جمهوريا بتفويض رئيس الوزراء حازم الببلاوي بعض صلاحياته بموجب قانون الطوارئ لعام 1958.
ويشمل قرار تفويض الببلاوي ثلاث مواد متعلقة بما يعرف بالضبطية القضائية للقوات المسلحة في حالة الطوارئ. ونقلت الجزيرة عن مصادر قولها إن هذا القرار قد يكون مقدمة لإعادة العمل بقانون الطوارئ، الذي أوقف بعد ثورة 25 يناير
كما أن الزيارة جاءت بعد يوم من مبادرة طرحها عدد من المفكرين والفقهاء القانونيين تقضي بعودة مرسي وتفويض صلاحياته لرئيس وزراء، وهو أمر رفضته الرئاسة المصرية التي قالت إن أي مبادرات يجب ألا تتجاوز الواقع الجديد بعد 30 يونيو/حزيران الماضي.
وفي الوقت الذي تبحث فيه المسؤولة الأوروبية سبل الخروج من الأزمة في البلاد حذّر مجلس الدفاع الوطني المصري في بيان مساء الأحد أنصار الرئيس المعزول المعتصمين في القاهرة من أنه سيتخذ “إجراءات حاسمة وحازمة” إذا تجاوزوا “حقوقهم في التعبير السلمي عن الرأي”.
ودعا المجلس المعتصمين إلى عدم تجاوز “حقوقهم في التعبير السلمي المسؤول عن الرأي”، وعبّر عن “قلقه البالغ” لتجاوز اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة “اعتبارات أساسية للأمن القومي المصري”، وحذر من أنه سيتخذ “القرارات والتدابير الحاسمة والحازمة” حيال أي تجاوز، في إطار القانون، وضمن قواعد احترام حقوق الإنسان.