دعت المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لاعتبار الفساد الكبير جريمة ضد الانسانية، وقد جاءت هذه الدعوة بعد أن قرر أعضاء المنظمة اعلان الفساد الكبير جريمة ضد الانسانية وذلك خلال فعاليات المنتدى البرلماني الذي نظمته المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد على هامش المؤتمر الخامس للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الذي استضافته مدينة بنما بين الفترة الممتدة من 25 والى 29 نوفمبر 2013 وقد شارك فيه ممثلون عن منظمة برلمانيون عرب ضد الفساد من لبنان وفلسطين والمغرب.
وقد صرح رئيس لجنة الادارة في المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد وعضو مجلس ادارة منظمة برلمانيون عرب ضد الفساد الدكتور ناصر الصانع بهذه المناسبة أن هذا القرار جاء نتيجة جهود بذلتها المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد منذ أكثر من عامين حيث عملت المنظمة على اقناع المجتمع الدولي من خلال مؤتمر الدول الأطراف ومن خلال اتصالها بكافة الفعاليات والمنظمات لطرح هذا الموضوع، وأضاف الصانع نحن سعداء اليوم أن تتم الموافقة على تبني منتدى البرلمانيين اعلان الفساد الكبير جريمة ضد الانسانية ولا أدل على ذلك مما يحدثه الطغاة والفاسدون من استيلاء على ايرادات شعوبهم وثرواتها والتي اثارت شعوباً كثيرة لربما آخرها دول الربيع العربي وما تبعه من تحركات شعبية في مناطق أخرى من العالم. وختم الصانع قائلاً نحن واثقون أن الشعوب رغم شراسة
آلة الفساد الا أنها هي التي سوف تنتصر أخيراً اذا استطاعت أن تعمل بمنهجية وتستفيد من خبرات بعضها البعض.
هذا وكانت جلسات المؤتمر قد شهدت نقاشاً حاداً ومستفيضاً في ما يخص تطوير مشاركة المنظمات غير الحكومية بعميلة المراجعة والمشاركة للدول في تقارير مكافحة الفساد. حيث تصدت دول عديدة الى مقترح تقدمت به سويسرا يسمح بمشاركة أوسع للمجتمع المدني في جميع آليات الاتفاقيه الدوليه لمكافحه الفساد حيث يقتصر الامر حاليا على حضور الاجتماعات العامة المفتوحة والمشاورات لعملية المراجعة الدورية لتنفيذ الدولة العضو لالتزاماتها بموجب الاتفاقيه ولكن بموافقة الحكومة وقد عارضت بشراسة دول مثل الصين وروسيا وباكستان وايران وكوبا وفنزويلا ونيكارجوا مشروع القرار مما اضطر المؤتمر لتأجيل القرار حتى المؤتمر القادم في موسكو مما يظهر رفض بعض الدول لمشاركة المجتمع المدني رغم ادعاءاتها بعكس ذلك. وقد أشاد الدكتور عزمي الشعيبي عضو مجلس ادارة منظمة برلمانيون عرب ضد الفساد والمنسق العام للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة- أمان بموقف كل من المغرب ولبنان والعراق في تأييد الاقتراح السويسري، في حين لزم معظم ممثلي الدول العربية الأخرى الصمت وهذا بحد ذاته غير كافٍ خاصة من ممثلي الدول العربية التي حصل فيها الربيع العربي مثل ليبيا تونس مصر واليمن.
وكان قد شهد المؤتمر مشاركة مئة وتسع وثلاثين دولة وعضوية ألف وخمسامئة وثلاثين شخصاً من برلمانيين وممثلين عن منظمات حكومية ومنظمات المجتمع المدني وممثلي القطاع الخاص ووسائل الاعلام.
وصادق المشاركون في المؤتمر على مشروع قرار مغربي حول متابعة تنفيذ “اعلان مراكش” للوقاية من الفساد، الذي يتضمن 40 بنداً تشكل خارطة طريق لتنفيذ اعلان مراكش الذي تضمن مجموعة من الاجراءات العملية لمحاربة الفساد وضمان النزاهة والاستقلالية. وجرى اقرار عدد من القرارات المتعلقه بتعزيز التعاون الدولي لاسترداد الاموال المنهوبة وتجريم الفساد بكافة اشكاله المالية والسياسية والادارية وتعزبز تعاون اجهزه القانون لكشف جرائم الفساد وتشجيع الشباب والاطفال في ثقافه مكافحه الفساد واشراك القطاع الخاص في مكافحه الفساد.
أضف تعليق