عربي وعالمي

واشنطن “قلقة” من تصاعد العنف بأوكرانيا

أعرب جو بايدن نائب الرئيس الأميركي -في اتصال مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش- عن “قلق واشنطن العميق” من تصاعد العنف في أوكرانيا، وحثه على التحاور مع المعارضة للتوصل إلى طريقة تحقق اتفاقا في الآراء لأوكرانيا. 
وأضاف بايدن -حسبما جاء في بيان للبيت الأبيض- أن العنف لا مكان له في مجتمع ديمقراطي، وشدد على مواصلة الدعم الأميركي لعلاقات أوكرانيا مع أوروبا.
وجاء اتصال بايدن بيانوكوفيتش بعد أن تحركت قوات الأمن الأوكرانية ضد المتظاهرين لإنهاء حصارهم المستمر منذ أسبوع لمبنى الحكومة.
من جهة أخرى، تسود حالة من الترقب والتوتر الحذر العاصمة كييف، حيث تخشى المعارضة أن تفض اعتصاماتها أمام عدد من المقار الحكومية وفي ميدان الاستقلال، بعد أن تمركزت شرطة مكافحة الشغب الأوكرانية أمس قرب الأماكن التي يتجمّع فيها المعارضون.
وقال مراسل الجزيرة في كييف ناصر البدري إن قوات الأمن فرضت طوقا أمنيا حول ساحة الاستقلال وأماكن تجمع المحتجين. وأشار إلى أن المتظاهرين يخشون تحرك الشرطة لقمع احتجاجاتهم، وذلك رغم تأكيد الداخلية أن تحركها يأتي ضمانا لأمن وسلامة المرافق والمباني والحكومية، كما ذكر المراسل.
وقال شهود عيان إن مئات المحتجين أغلقوا عدة شوارع رئيسية في وسط كييف استجابة لنداءات من زعماء المعارضة للدفاع عن احتجاجهم من تدخل الشرطة المحتمل.
ومع تزايد رغبة الحكومة في استعادة السيطرة على وسط المدينة، قالت زعيمة المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو إن الشرطة المسلحة دهمت مكاتبها، إلا أن الأخيرة نفت ذلك.
من جهته، وافق الرئيس فيكتور يانوكوفيتش أمس على فكرة إجراء محادثات مع المعارضة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ أعلن رفضه لتقارب مع الاتحاد الأوروبي، وأعلن يانوكوفيتش تنظيم لقاء الثلاثاء مع رؤساء سابقين لمناقشة المظاهرات الجارية.
وكان ليونيد كرافتشوك أول رئيس لأوكرانيا المستقلة، وليونيد كوتشما الذي كان يانوكوفيتش رئيسا لوزرائه، وفيكتور يوتشينكو الذي خرج منتصرا من الثورة البرتقالية قبل تسع سنوات، قدموا الأسبوع الماضي دعمهم للحركة الاحتجاجية.
وسيرسي هذا اللقاء أسس المحادثات التي تجمع عليها السلطة والمعارضة من أجل “إيجاد تسوية”، كما يتزامن مع وصول مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى كييف للقيام بمهمة مصالحة من أجل “البحث عن حل سياسي”.
وقالت أشتون “إنها ليست وساطة رسمية، ولا يدعي الاتحاد الأوروبي أنه يريد تسوية الأزمة، وهذه مهمة تقع على عاتق القوى السياسية الأوكرانية”.
وتطالب المعارضة -وفق مراسل الجزيرة- بإطلاق المعتقلين السياسيين وإقالة الحكومة، وبدء حوار لمناقشة القضايا الخلافية، وذلك منذ بدء احتجاجاتهم على تخلي يانوكوفيتش نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي من أجل التقارب مع روسيا.
وتعززت التعبئة غير المسبوقة منذ الثورة البرتقالية إثر اتهام قوات مكافحة الشغب بقمع متظاهرين شبان في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، ثم زيارة الرئيس الأوكراني إلى روسيا لإجراء محادثات مع نظيره فلاديمير بوتين.
وترى المعارضة أن يانوكوفيتش يعد سرا لانضمام أوكرانيا التي تواجه صعوبات اقتصادية ومالية كبيرة، إلى الاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا مع جمهوريات سوفياتية سابقة.
ولأزمة أوكرانيا بُعد اقتصادي معلن، لموسكو والغرب أدوار رئيسية فيه، فروسيا تريد بقاء كييف في معسكرها، والاتحاد الأوروبي يحاول نزع أوكرانيا لتصبح في صفه.
وقد اشترطت موسكو على كييف وقف مساعي الشراكة مع أوروبا لتعطيها أسعارا تفضيلية للغاز الروسي الذي تستورد أوكرانيا 110 مليارات متر مكعب منه سنويا.
وجمعت المعارضة الأحد حوالي 300 ألف متظاهر في كييف، وفق تقديرات وكالة الصحافة الفرنسية، ونحو مليون وفق المنظمين، إضافة إلى عشرات الآلاف في المدن الأخرى.
وواصل الاثنين مئات المتظاهرين إقامة الحواجز في الحي الذي يضم أبرز مقرات الحكومة (الرئاسة والبرلمان ومقر الحكومة) والذي توقفت فيه الحركة عمليا.