عربي وعالمي

قراءة تحليلية لخطابه الأخير
نصرالله يهرب إلى التهديد.. والغلو!

رغم الاختناق الشديد للوضع في لبنان سياسياً، وأمنياً، واقتصادياً، واجتماعياً، لم يجد السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله ضرورة، أو سبباً يدعوه، لإعطاء ولو إشارة، عن استعداد حزبه للمساهمة في تخفيف هذا الاحتقان، واعطاء اللبنانيين أملاً في أن بلدهم يمكن أن يصل إلى بر الأمان رغم الصعوبات والمآسي والهموم الكبيرة!

في خطابه أمس، عمد نصر الله إلى سلوك درجة أعلى في التهديد، والغلو، وربط مصير لبنان بمصير الرئيس بشار الأسد ونظامه. فلا فكاك بينهما!

فالسيد، المنفعل جداً بسبب خسائر الحزب البشرية في سوريا.. والسياسية في لبنان يزداد تطرفاً، ويسرع في الهروب الى الأمام.

يقول لجمهوره إن حزبه الذي يأخذ أبناءهم ويموتون في سوريا من دون سبب مقنع، سيواصل دفع هؤلاء الى جحيم الموت و«لسنا مضطرين للإعلان عن مكان استشهاد كل منهم»!

هل يعقل، أن تخاطب أباً ملتاعاً وأماً مكلومة، بهذه اللهجة المتعالية؟! أوليس من أبسط حقوق الأهل مصارحتهم أين سقط ابنهم ومن أجل ماذا ومن؟!

ويغالي في تهديد الآخرين. فيحذرهم من تشكيل حكومة جديدة، لبنان بأشد الحاجة إليها، «ننصحكم بعدم تشكيل حكومة أمر واقع.. ونقطة على أول السطر»! حتى لو كانت لديكم الأغلبية.. فالسلاح والقوة العسكرية بيدي!

وهو ما فهم أنه تهديد واضح لكل من يخالفه الرأي بـ 7 ايار (مايو) جديدة، أي كارثة احتلال بيروت عام 2008 من قبل قوات حزبه وتجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

ويوغل أكثر في تبرير تورطه مع حزبه في سوريا.. بوهم ان القتال هناك «ليس من أجل حزب الله، بل من أجل لبنان وسوريا»، والآن زاد فلسطين فوقهما! وعلى من لا يعرف أين يموت ابنه أن يصدّق هذا الكلام.

وتحصيل الحاصل أن تكون نتيجة هذا التمويه والتلاعب والهروب من الحقائق.. التستر على المسؤول الذي أوصل لبنان إلى هذه المأساة.. ورمي المسؤولية على الآخرين.. وتحديداً المملكة العربية السعودية، واتهامها بأنها تسعى لتفجير لبنان، وهي التي حمته وصانته ودافعت عنه، وقدمت له بغير حساب.