عربي وعالمي

لبنان في ذروة الاجراءات الامنية الاحترازية استنفارالاجهزة وغصن للعمليات الاستباقية

اضافة الى الخطر الداهم على لبنان من الحرب السورية وانعكاساتها، وفي ظل تنامي الاصوليات وحركات التكفيروموجات الانتحاريين، جاء التصعيد السياسي الاخير ما بين فريقي الثامن والرابع عشر من اذار، والذي مثل خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ذروة التصعيد فيه، ليصيب الاجهزة الامنية اللبنانية بمزيد من القلق والتمحص في ما يمكن ان تذهب اليه الامور مستقبلا، “اذ ان الامور المضبوطة حتى اليوم، قد لا تستمر كذلك في المدى الطويل خصوصا اذا ما فشل مؤتمر جنيف 2 في التوصل الى بداية حل بشأن الازمة السورية”.  
واذ عمدت معظم الاجهزة الامنية الى اتخاذ اجراءات احترازية في فترة الاعياد، علمت “النهار” من مسؤول امني ان التنسيق في ما بين الاجهزة ضعيف ولا يرقى الى مستوى المرحلة الخطر جدا، وانه لا يتم تبادل معلومات حقيقي بين المسؤولين الامنيين، وهو ما يترك بعض الجيوب الامنية ضعيفة، رغم الجهود الجبارة التي تبذل من كل جهاز على حدة”. 
واذ اتخذت قيادة الجيش اجراءات عملانية وسيرت دوريات في معظم المناطق ولا سيما في بيروت وجبل لبنان، اصدرت مديرية التوجيه بيانا فيه أنه و”تزامنا مع فترة الأعياد المجيدة، وحرصا على تأمين الإستقرار العام وحفظ أمن جميع المواطنين، وسع الجيش اللبناني دائرة انتشاره في الشمال وجبل لبنان وبيروت والبقاع والجنوب، واتخذ سلسلة تدابير أمنية مشددة، بهدف طمأنة المواطنين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم. وقد توزعت هذه التدابير الإستثنائية بشكل خاص، على محيط دور العبادة والطرق الرئيسة وأماكن التسوق والمؤسسات العامة والمرافق السياحي. وإذ تمنت قيادة الجيش للبنانيين كافة أعيادا سعيدة، دعت الى التجاوب التام مع الإجراءات الأمنية المذكورة، والتعاون مع قوى الجيش والمبادرة الى التواصل معها، خصوصا في حال الإشتباه في أي أمر قد يعرض أمنهم وسلامتهم للخطر”.
وعلمت صحيفة”النهار اللبنانية” ان مديرية المخابرات في الجيش حركت كل مجموعاتها في اجراءات مشددة تستمر الى ما بعد عيد رأس السنة، وهي تراقب بشدة كل التحركات في محيط مراكزها وثكناتها. ومثلها فعلت المديرية العامة للامن العام التي اصدرت تعميما بحجز عناصرها ومنع الاجازات، وعمدت الى توزيع العناصر بثياب مدنية على المراكز التجارية ومحيط اماكن العبادة. وفي اطار الاجراءات الاحترازية ايضا، طلب الى مسؤولي شركات الامن الخاص ابلاغ الاجهزة مباشرة بكل تحرك مشبوه او شخص مشتبه فيه.
وكان وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن صرح امس “أننا في زمن لدينا هاجس مهم جدا وهو الإعتداء على الجيش والتصويب عليه مباشرة وهو المؤسسة الوحيدة الجامعة والضامنة للبلد والمؤسسات”، لافتا إلى “أننا نبهنا إلى هذا الأمر منذ زمن وهذا الإستهداف هو إستهداف للوطن والكيان”.
وفي حديث اذاعي قال: ان الخطر داهم على الجميع ولن يرحم أحداً والجميع سيدفعون أثمانا باهظة إذا انفلت الوضع الأمني”، لافتا إلى أن “كل لبناني يعرف أن الوضع في لبنان دقيق وصعب وفيه خطورة ما، وهناك استهداف للجيش وعند استهداف هذه المؤسسة الوحيدة الباقية على الأرض اللبنانية فهذا يعني استهداف البلد ككيان ومؤسسات وألا يبقى هناك غطاء للبنان لتسود شريعة الغاب وهذه مسؤولية يتحملها كل المسؤولين”.
ورأى غصن أن “هناك خطر داهم على لبنان من قبل أصوليين يدخلون البلاد عبر الحدود ويدخلون لتخريب لبنان ونحن نتابع الأمر ومديرية المخابرات تقوم بواجبها على أكمل وجه وتلاحق كل من يدخل بصورة غير شرعية وسنقوم بعمليات إستباقية كي لا نسمح لهذه الجماعات بأن تتصرف كما تريد على صعيد التفجيرات والعبث بالأمن في لبنان وعلى صعيد الإنتحاريين”، مشددا على “أننا نقوم بواجباتنا كاملة بكل إمكاناتنا”، لافتا إلى “أننا ضبطنا بعض المشتبه بهم ونحن موجودون دائما على الأرض ونتابع التفاصيل”.