دعا ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف البرلمان العراقي أمس الى انتخاب رئيس له في جلسته الثانية المقررة اليوم الاحد، معتبراً أن الاخفاق في ذلك يعرض العراق إلى مخاطر الانزلاق في حالة من الفوضى، في وقتٍ استمرت حالة التراشق الكلامي بين بغداد وأربيل، حيث حذر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني رئيس الوزراء نوري المالكي من دفع ثمن باهظ على خلفية اتهامه الإقليم بدعم الإرهاب، فيما تواصلت المعارك الميدانية، حيث تقدمت القوات الحكومية في بعقوبة وصدت هجومين على حديثة والرمادي.
وقال ملادينوف في بيان أمس: «أدعو جميع البرلمانيين لحضور الجلسة القادمة لمجلس النواب»، مضيفا انه «بينما تسعى الكتل السياسية نحو الاتفاق على الشخصيات الرئيسية، فإن الخطوة الاولى هي انتخاب رئيس جديد للبرلمان خلال جلسته المقررة» الأحد.
واعتبر ان «الاخفاق في المضي قدما في انتخاب رئيس جديد للبرلمان ورئيس جديد للدولة وحكومة جديدة يعرض البلد لمخاطر الانزلاق في حالة من الفوضى»، مشددا على ان الوقت الحالي «ليس وقت تبادل الاتهامات». ومن المقرر ان يعقد البرلمان العراقي اليوم جلسته الثانية اثر فشله في الجلسة الاولى في انتخاب رئيس له بحسب ما ينص الدستور وسط استمرار غياب التوافقات السياسية حول الرئاسات الثلاث، وخاصةً رئاسة الوزراء.
سياسياً كذلك، حذر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه سيدفع ضريبة باهظة إزاء اتهاماته لأربيل باحتضان الإرهابيين.
ودعا بارزاني، عقب لقاء جمعه بوفد من حركة الوفاق الوطني برئاسة أياد علاوي، التحالف الوطني الشيعي الحاكم إلى اختيار مرشح جديد (غير المالكي) لرئاسة الحكومة. وقال: «إذا استمر الأشخاص الذين يديرون السلطة في العراق في مناصبهم، فان العراق يسير باتجاه التقسيم».
وبشأن الاتهامات التي وجهها المالكي إلى أربيل باعتبارها معقلاً للإرهابيين، رد بارزاني: «هذه اتهامات خطيرة وكبيرة يجب أن يثبتها المالكي بالأدلة، أو يدفع ضريبتها غاليا».
أمنياً، قال ضابط رفيع المستوى في الشرطة ان الجيش «انجح في صد هجوم كبير على مدينة حديثة في محافظة الأنبار. واضاف ان «الهجوم اسفر عن مقتل 13 من المسلحين واعتقال 31 بعد اصابتهم بجروح، واحراق 11 من سياراتهم»، كما قتل بحسب المصدر ذاته «اربعة من عناصر الشرطة واصيب 11 آخرون بجروح».
وتعتبر حديثة احدى اهم المدن في محافظة الانبار الغربية اذ تضم اكبر محطات الكهرباء واكبر سد للمياه ومصفاة للنفط. كذلك، نشبت معارك بين القوات العراقية ومسلحين من «داعش» حاولوا اقتحام مدينة الرمادي في الأنبار.
وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة المحافظة ان اشتباكات «ضارية» تواصلت حتى الليلة قبل الماضية «بين القوات العراقية ومسلحين من الدولة الاسلامية يحاولون اقتحام الرمادي من جهة الغرب».
وفي شرق العراق، قالت مصادر أمنية إن «قوة من الجيش والشرطة وباسناد متطوعين شنوا عملية عسكرية لاسترجاع المناطق التي خرجت عن سيطرتهم شمال مدينة بعقوبة».
وذكر المصدر إن «قوات الجيش والبيشمركة نفذتا عملية عسكرية واسعة النطاق في حي الوحدة جنوبي ناحية جلولاء (70 كيلومترا شمال شرق بعقوبة) واشتبكت مع المسلحين، تمكنت خلالها من قتل 11 منهم واعتقال عدد آخر».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «القوات العراقية نجحت في بسط سيطرتها على 80 في المئة من أزقة حي الوحدة والسيطرة على البنايات العالية التي يتواجد فيها القناصين».
إلى ذلك، أفادت إحصائية أمنية بأن 961 من عناصر تنظيم داعش قد قتلوا خلال الأيام العشرة الأولى من شهر يوليو الجاري.
أضف تعليق