بعد اعلانها مبادرة لوقف اطلاق النار ولدت ميته ورأت فيها حماس محاولة لحرمانها من تحقيق اي مكاسب من حربها مع اسرائيل، عادت مصر للتفاوض مع الحركة لوقف النزاع المتصاعد على حدودها الشمالية، بحسب المحللين.
وقرابة 48 ساعة عقب اعلان مبادرتها التي يبدو انه تم التنسيق بشأنها مع اسرائيل في حين تم تجاوز حماس، تراجع الوسطاء المصريون عن مطلبهم بان تقبلها الحركة بلا شروط وبداوا مفاوضات مكثفة للتوصل الى صيغة جديدة لها.
وبعد اطاحة الاخوان المسلمين من السلطة العام الماضي، عملت حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على عزل حماس وهي حليف وثيق للاخوان في قطاع غزة المحاصر.
وسبق ان قام الجيش المصري بتدمير معظم انفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة التي كانت توفر لحركة حماس موارد مالية واسلحة واتهم الفلسطينيين بانهم يساعدون المجموعات المسلحة في شمال سيناء.
وعندما اندلعت الحرب بين حماس واسرائيل الاسبوع الماضي، اعدت مصر -وهي وسيط تقليدي في مثل هذه النزاعات- مبادرة لوقف اطلاق النار ايدتها اسرائيل على وجه السرعة وكذلك الدول العربية والولايات المتحدة ولكن حماس رفضتها.
وشروط وقف اطلاق النار، التي طلبت مصر من الطرفين قبولها كما هي، كان من شأنها ان تمنع حماس من ان تعلن تحقيق “انتصار” وهو ما تحتاجه بشدة بعد مقتل اكثر من 235 فلسطينيا من جراء القصف الاسرائيلي.
ودعت المبادرة المصرية الى وقف فوري للاعمال العدائية على ان يتلوه “فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض”.
ولكن حماس رفضت اي وقف لاطلاق النار ما لم توافق مصر واسرائيل على مناقشة شروطه اولا. وتطلب الحركة رفع الحصار الاسرائيلي على غزة وفتح معبر رفح بين مصر والقطاع واطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين الذين اعادت اسرائيل توقيفهم بعد الافراج عنهم في اطار صفقة مبادلة الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شاليط في العام 2011.
ويقول ناثان ترال وهو باحث مقيم في القدس ان مصر واسرائيل “ادركتا انه من اجل انهاء هذا (الحرب) لابد من التوصل الى اتفاق يتضمن تنازلات لغزة”.
ووفقا لحماس ووسائل الاعلام الاسرائيلية فانه لم يتم التشاور مع الحركة حول المبادرة المصرية رغم ان السيسي حصل على موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عليها.
وقال اسندر العمراني مدير ادارة الشرق الاوسط في مجموعة الازمات الدولية “يبدو انها مبادرة مصرية-اسرائيلية” لوضع حماس في موقف “دفاعي”.
واعتبر ان مصر كانت تريد “ارسال رسالة مفادها انها ليست معنية بمنح نصر سياسي لحماس”.
ويمكن ان يؤدي فشل وقف اطلاق النار الى عملية برية اسرائيلية في قطاع غزة وهو تصعيد يمكن ان يسفر عن مزيد من الضحايا الفلسطينيين.
ويعتقد مايكل حنا وهو خبير في الشؤون المصرية في سنتوري فاونديشن وهو مركز بحثي في نيويورك انه على الرغم من عدم التعاطف في مصر مع حماس فان سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين قد يؤدي الى تصاعد الانتقادات الداخلية للسيسي.
ونتيجة لذلك كان على مصر ان تتعامل مع حماس ومطالبها لوقف اطلاق النار خلال المفاوضات الجارية في القاهرة التي يشارك فيها القيادي في حماس موسى ابو مرزوق والرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو خصم لحماس يدعمه السيسي.
وكانت حركتا فتح وحماس اتفقتا على تشكيل حكومة وحدة وطنية في حزيران/يونيو الماضي ولكن الاتفاق تعثر بسبب رفض عباس دفع مرتبات موظفي الحكومة في قطاع غزة.
أضف تعليق