قالت مصادر أمنية في بغداد إن 33 شخصا على الأقل سقطوا، وأصيب 64 آخرون في أربعة تفجيرات متزامنة بسيارات مفخخة وقعت بمناطق متفرقة في بغداد، يأتي ذلك مع سقوط عدد آخر من القتلى في معارك متفرقة بأنحاء العراق، واحتدام المعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات البشمركة الكردية في شمالي البلاد.
وقالت المصادر الأمنية إن اثنين من التفجيرات استهدفا أسواقا شعبية في مدينة الصدر شرقي بغداد وأوقعا 22 قتيلا، فيما أودى تفجير سيارة مفخخة في حي أور شمالي بغداد وفي منطقة بغداد الجديدة جنوب العاصمة بحياة 11 شخصا.
وعلى صعيد متصل، قتل 18 شخصا أغلبيتهم من المسلحين الموالين للقوات العراقية وأصيب آخرون بجروح في هجمات متفرقة استهدفت مناطق متفرقة شمال بغداد بحسب مصادر أمنية عراقية.
وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة إن سبعة من “عصائب أهل الحق” وثلاثة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا خلال اشتباكات في منطقة العظيم (شمال غرب سامراء)”.
كما قتل شرطي وأصيب أربعة من رفاقه بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريتهم في منطقة الكاطون وسط بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).
وفي سامراء، قتل ثلاثة من المسلحين المتطوعين للقتال إلى جانب القوات الحكومية، وأصيب ستة من رفاقهم بجروح في انفجار كرفان (منزل متنقل) لدى مرورهم في شارع وطبان غرب المدينة، كما قتل شرطي وأصيب خمسة بجروح إثر انفجار متزامن لعبوتين ناسفتين استهدفتا دوريتهم.
وفي جرف الصخر (60 كلم جنوب بغداد) قتل جنديان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح خلال اشتباكات مع مسلحي الدولة الإسلامية وقعت فجر الأربعاء في منطقة الحي العسكري غرب سامراء، وفقا لمصادر عسكرية.
وفي هجوم آخر، قتل أحد العاملين على أبراج الاتصالات في هجوم بأسلحة مزودة بكاتم للصوت في حي الخضراء.
من جهة أخرى، قال متحدث عسكري باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن ضربة جوية عراقية لمحكمة شرعية أنشأها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل في شمال البلاد قتلت ستين شخصا الأربعاء.
وكانت القوة الجوية العراقية قد باشرت بتوفير غطاء جوي لقوات البشمركة التي تقاتل في عدة جبهات في شمال وغرب الموصل.
وقال مراسل قناة الجزيرة إن مواجهات مسلحة عنيفة تدور بين مسلحي الدولة الإسلامية وقوات البشمركة في محيط قضاء الكوير (جنوب شرق الموصل)، وإن مسلحي الدولة الإسلامية حققوا تقدما في تلك المنطقة على حساب البشمركة.
كما ذكرت مصادر للجزيرة إنه تم إخلاء جميع سكان منطقة برطلة شرق الموصل بسبب الاشتباكات بين البشمركة ومقاتلي الدولة الإسلامية، وأصبحت المدينة شبه خاوية من السكان.
وأكد مسؤول كردي أن اشتباكات أخرى بين القوات الكردية ومسلحي تنظيم الدولة تدور على بعد نحو أربعين كيلومترا جنوب غرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
كما تتعرض مناطق تلكيف وبرطلة وقرقوش والقرى المحاذية لمدينة أربيل -التي لجأ إليها آلاف المسيحيين بعد أن فروا من مدينة الموصل- لهجمات منذ سيطرة عناصر الدولة الإسلامية على بلدتي سنجار وزمار، شمال غرب العراق.
وقال رئيس تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى هلو بنجوني إن “مقاتلي حزب العمال الكردستاني وصلوا الى جبال سنجار ويدافعون عن السنجاريين من هجمات داعش”.
من جهة أخرى اعلن رئيس وزراء العراق نوري المالكي، اليوم الأربعاء، أن أي محاولة غير دستورية لتشكيل حكومة جديدة ستفتح أبواب الجحيم في البلاد.
وأضاف المالكي في كلمته الأسبوعية، أنه يعارض أي تدخل خارجي، في إشارة على ما يبدو إلى إيران، إذ قال مسؤولون إيرانيون إن طهران تعتقد أن المالكي لم يعد قادراً على الحفاظ على وحدة بلاده، وإنها تبحث عن زعيم بديل لمحاربة المتشددين السنة.
وقال المالكي: “يجب أن يكون التعاطي مع المؤسسات الدستورية فيه احترام لإرادة الشعب الذي هو مصدر السلطات، والذي منه تتفرع كل المؤسسات الدستورية والقانونية، وهذا يعني ضرورة الالتزام بالسياقات الدستورية، بعيداً عن الحسابات السياسية والمصالح والتدخلات، أن يبدأ الأمر عراقياً وينتهي عراقياً، ويبدأ دستورياً وينتهي دستورياً”.
وأوضح: “كل شيء يدخل على قضايانا من خارج خط إطار الدستور مرفوض، إن كان من جهة أو من دولة داخلية أو خارجية هو طعن للعملية السياسية والدستورية، ولذلك المسؤول في العراق الجديد ينبغي ألا تأخذه في بنية العراق الجديد تدخلات أو لومة لائمين وإنما يتمسك فقط بالسياق الدستوري وليس له الحق وأن مخالفة السياق الدستوري يفتح نار جهنم على العراق”.
أضف تعليق