عربي وعالمي

انتصرت تركيا.. وخسر “إعلام عربي” مهنيته

جددت محاولة الانقلاب التي جرت في تركيا “المواجهة المباشرة” بين بعض وسائل الإعلام العربية والعاملين فيها وبين شعوب الربيع العربي، حيث أدى تناول بعض القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية المتسرع للحدث من خلال بث أخبار غير صحيحة لموجة انتقادات شديدة.
سلسلة من المواقف كانت كفيلة بإشعال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بثت إحدى القنوات العربية خبر طلب الرئيس التركي أردوغان اللجوء إلى ألمانيا في الوقت الذي كان فيه متوجها إلى إسطنبول للوقوف إلى جانب الجماهير، وجزمت أخرى بنجاح الانقلاب و”استعادة الجيش التركي الديمقراطية في البلاد” حسب تعبيرها، كما تبادل بعض الصحفيين التهاني بـ”سقوط الطاغية” الذي دعم الإرهاب في البلاد العربية، حسب وصفهم.

وما إن استعادت السلطات التركية سيطرتها على البلاد وفشلت المحاولة الانقلابية حتى انهال المغردون بانتقاداتهم على هذه الوسائل الإعلامية، مؤكدين من خلال تغريداتهم أن جزءا كبيرا من الإعلام العربي تمنى نجاح الانقلاب، واتهموه بالسعي لذلك عن طريق بث “أخبار كاذبة”.

كما اعتبر آخرون أن بعض القنوات وقعت في فخ الانقلاب وأظهرت عدم مهنيتها وحياديتها، في حين كتب أحد المغردين: إن محاولة الانقلاب في تركيا حادثة فارقة لمراجعة الإعلام العربي لأدائه ومهنيته وحجم التسييس فيه.

من جهة أخرى، تداول ناشطون على تويتر وسم شكرا قناة الجزيرة، شكروا من خلاله القناة على حياديتها ومصداقيتها، كما أثنوا على تغطيتها المهنية التي لم تتوقف منذ بداية الأحداث، حسب وصفهم.

يشار إلى أن المحاولة الانقلابية بدأت تترنح منذ خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الساحات العامة في مختلف المدن، مما اضطر كثيرا من الانقلابيين إلى الاستسلام تحت ضغط الشارع، وأظهرت وسائل إعلام متظاهرين يعتلون دبابات الانقلابيين ويمنعونها من التحرك، كما أظهرت صور استسلام عشرات الجنود فوق جسر البوسفور في إسطنبول.