توقَّع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة أن تكون زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المرتقبة غدًا الثلاثاء إلى روسيا “إيجابية وتدفع لإيصال رسائل سياسية واضحة للرئيس الروسي فلادمير بوتين حول الأزمة في سوريا”.
وقال العبدة – في مؤتمر صحفي عقده في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الاثنين، حسب “الأناضول”: “ننظر إلى زيارة أردوغان الى روسيا بأنَّها إيجابية، وربما تدفع أكثر لإيصال رسائل سياسية واضحة إلى بوتين حول الأزمة السورية.. نعتقد أنَّ الرئيس التركي باعتباره حليفًا أساسيًّا للشعب السوري لديه فرصة لتقديم أفكار ومبادرات، ويضع الروس في صورة ما يحدث حاليًّا في سوريا”.
وأضاف: “الجانب التركي أكَّد لنا قبل وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا بأنَّ موقفه الرسمي مع الشعب السوري لم يتغير، وحتى مع المعارضة السورية لن يطرأ أي تغيير، وأنَّهم مؤيدون لتطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة”.
وأعرب عن أمله في أن يطلب الرئيس أردوغان من الجانب الروسي التوقُّف عن استهداف المدنيين، والتوجُّه إلى عملية سياسية يكون فيها الشعب السوري صاحب القرار ضمن “ثوابت الثورة” المتمثلة بوحدة سوريا، ورحيل بشار الأسد، وبناء نظام سياسي مدني ديمقراطي تعددي.
وتشهد مدينة سانت بطرسبرج الروسية، غدًا الثلاثاء، لقاءً بين أردوغان وبوتين، يحمل أهمية كبيرة من حيث توقيته والموضوعات التي من المنتظر أن يتناولها، حيث سيكون اللقاء هو الأول الذي يجمع الرئيسيين، بعد الأزمة التي نشبت بين البلدين، إثر قيام مقاتلتين تركيتين، بإسقاط مقاتلة روسية اخترقت المجال الجوي التركي، في 24 نوفمبر الماضي.
ويتوقع أن يلعب اللقاء المنتظر دورًا كبيرًا في وضع خارطة طريق لمستقبل العلاقة بين البلدين عبر مناقشة سبل إعادة إحياء العلاقات بينهما، والتعاون التجاري والاقتصادي، بالإضافة إلى تناول المسائل المثارة على الساحة، مثل الأزمات الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية، ما يضفي على اللقاء بعدًا إقليميًّا هامًا، وبخاصةً أنَّ تركيا وروسيا، من الدول التي يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في التوصل لحل للأزمة السورية.
وحول الأوضاع الأخيرة في مدينة حلب، صرَّح “العبدة”: “ما زال المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج تجاه ما يحدث في سوريا وحلب، ويجب أن يكون أكثر جدية فيما يتعلق بالانتقال السياسي على الأرض، وخصوصًا أن أحد الذي يقوم برعاية هذه العملية، هو من يقصف السوريين”، في إشارة إلى روسيا.
وأعلنت قوات المعارضة السورية – السبت الماضي – تمكُّنها من فك الحصار المفروض من قبل قوات النظام، على الأحياء الخاضعة لسيطرتها في مدينة حلب، شمالي سوريا.
ويأتي إعلان المعارضة، بعد سبعة أيام من انطلاق عمليتها العسكرية الواسعة، التي بدأتها انطلاقًا من ريف المدينة الجنوبي الغربي، لفك الحصار المفروض على مناطق سيطرتها منذ أكثر من شهر.
أضف تعليق