قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، “لقد أزهق العديد من الجماعات أرواح الأبرياء في سوريا، لكن لا أحد فعل ذلك بأكثر مما فعلته الحكومة السورية، التي لاتزال تلقي بالقنابل البرميلية على الأحياء السكنية، وتقوم بعمليات تعذيب ممنهجة لآلاف المعتقلين”.
وأضاف كي مون في كلمته الافتتاحية للنقاش العام للدورة الـ 17 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بمشاركة أكثر من 140 من زعماء وقادة دول العالم: “الرعاة الأقوياء الذين يحافظون على تغذية آلة الحرب قد تكون أياديهم ملطخة أيضًا بالدماء”.
وأشار بان كي مون إلى الحضور قائلًا: “في هذه القاعة يحضر معنا الآن ممثلو حكومات دول تجاهلت أو يسرت أو مولت أو شاركت أو خططت ونفذت فظائع ارتكبها جميع أطراف النزاع السوري ضد المدنيين”.
ووصف الأمين العام للمنظمة الدولية الهجوم على قافلة للمساعدات تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري كانت في طريقها أمس إلى حلب بـ “المقزز الوحشي”، قائلًا: “يبدو أنه كان هجومًَا متعمدًا وقد اضطررنا لوقف قوافل المساعدات نتيجة لهذا الغضب”.
ولفت كي مون إلى أن المساءلة عن الجرائم في سوريا “صار أمرًا ضروريًا” مناشدًا كل من له نفوذ إنهاء القتال والبدء في المحادثات، قائلًا “لا ينبغي أن يقوم مستقبل سوريا على مصير رجل واحد (في إشارة إلى رئيس النظام بشار الأسد)”.
وعن القضية الفلسطينية قال كي مون: “احتمالات التوصل إلى حل الدولتين تضعف يومًا بعد يوم، وكصديق لكلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، يؤلمني ضياع 10 سنوات مضت (فترة توليه المنصب) دون تحقيق السلام، في ظل توسع استيطاني غير قانوني، وانقسام فلسطيني داخلي، وتزايد الاستقطاب واليأس”.
ووصف بان كي مون الوضع الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين ب “الجنون”، قائلًا: “استبدال حل الدولتين ببناء الدولة الواحدة هو العذاب بعينه، وحرمان للفلسطينيين من حريتهم ومستقبل المشروع، ودفع إسرائيل بعيدًا عن رؤيتها كدولة ديمقراطية يهودية نحو مزيد من العزلة العالمية”.
وتطرق بان كي مون إلى العديد من القضايا الملتهبة علي الساحة الدولية حيث حث قادة كوريا الشمالية على “تغيير مسارها والوفاء بالتزاماتها – نحو شعبها ونحو أسرة الأمم المتحدة”.
وعن الوضع في جنوب السودان قال كي مون، إن قادة جنوب السودان (الرئيس سلفا كير ونائبه الأسبق ريك مشار) خانا شعبيهما”.
وحذر كي مون من حملات الكراهية والانقسام التي يثيرها مرشح الرئاسة الأمريكي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب (دون أن يشير له بالاسم) قائلًا: “في كثير من الأحيان، يواجه اللاجئون والمهاجرون الكراهية والمسلمون على وجه الخصوص مستهدفون بسبب القوالب النمطية والشكوك المؤرقة للماضي المظلم، وإنني أقول للقادة السياسيين والمرشحين: لا تعمقوا الانقسامات بين الناس وإشاعة الخوف بينهم بغية الحصول على مزيد من الأصوات، يتعين على العالم أن يقف ضد الأكاذيب وتشويه الحقيقة، ورفض كل أشكال التمييز”.
يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد اجتماعاتها في الفترة الممتدة من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون أول سنوياً، ودائماً ما يبدأ النقاش العام للدورة الجديدة في ثالث يوم ثلاثاء من سبتمبر/أيلول من كل عام.
وسيدور الموضوع الرئيسي للنقاش في هذه الدورة التي تستمر حتى الإثنين المقبل، حول “الأهداف الإنمائية المستدامة.. دفعة عالمية لتغيير العالم”، وقد وتم اقتراح هذا العنوان على أعضاء الجمعية العامة في اجتماعهم والتصديق عليه بنيويورك يوم 26 يوليو/تموز الماضي.
لكن لا يوجد ما يلزم رؤساء الدول والحكومات المشاركين في النقاش العام بالتحدث في كلماتهم (بما لا يزيد عن 10 دقائق) حول هذا الموضوع تحديداً حيث جرى العرف أن يتناول رؤساء الدول الأعضاء المشاركين في النقاش العام الحديث عن أهم القضايا الملحة التي تواجهها بلدانهم وعلى رأسها الأزمات في سوريا، واليمن، وليبيا، وجنوب السودان، وكوريا الجنوبية ومكافحة الإرهاب، والتداعيات الناجمة عن نزوح اللاجئين، والتغير المناخي.
وتتميز الدورة الـ71 للجمعية العامة هذا العام بعدد غير مسبوق من اللقاءات والاجتماعات الثنائية بين القادة والزعماء المشاركين.
وتشير بيانات الأمم المتحدة بخصوص أسبوع النقاش العام الذي سيبدأ اليوم الثلاثاء، إلى مشاركة غير مسبوقة من قبل زعماء دول العالم حيث أكد 86 رئيس دولة، و5 نواب رؤساء دول آخرى، و49 رئيس حكومة، و51 وزيراً، وولي عهد دولة عضو مشاركتهم رسميًا في النقاش العام.
أضف تعليق