قالت منظمة “أطباء بلا حدود” الإنسانية الدولية، اليوم الثلاثاء، إن هناك “تجاهلا مطلق لحياة المدنيين من قبل كافة الأطراف المتنازعة (لم تذكرها) في اليمن”، بعد أكثر من عام ونصف العام على اندلاع الصراع، داعية أطراف النزاع لاحترام مبادئ القانون الإنساني.
وذكر فرع المنظمة باليمن، في بيان على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن الطريقة التي تُشَّن بها الحرب في اليمن، “تبرز تجاهلا مطلق لحياة المدنيين من كافة الأطراف المتنازعة”، مستدلة على ذلك بتفاصيل هجومين على مرفقين طبيين لها.
وأشارت المنظمة إلى أن مجلس الأمن الدولي، سيعقد غدا الأربعاء، جلسة مغلقة، حول حماية البعثة الطبية للمنظمة، داعية الدول الأعضاء إلى “اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان توفير الرعاية الطبية في مناطق النزاع”.
وقالت “أطباء بلا حدود”، إنه و”منذ تمرير القرار رقم 2286 (خاص بحماية المنشآت الطبية) الصادر عن مجلس الأمن الدولي في شهر مايو/أيار الماضي، لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة وواضحة لتجسيد النية الضمنية لهذا القرار”.
وحثت المنظمة، أعضاء مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراءات جريئة وعمليّة في اجتماع يوم غد (الأربعاء) لضمان أن يشكّل العام 2016 آخر عام تقصف فيه المستشفيات على نطاق واسع في الوقت الذي يتفرّج فيه العالم بصمت على هذه الهجمات.
وكّررت “أطباء بلا حدود”، نداءها إلى كافة أطراف النزاع لاحترام مبادئ القانون الإنساني الذي يحمي المدنيين والمرافق الطبية والمرضى والموظفين وبالتالي يقلّص من الخسائر البشرية الهائلة التي يتّسم بها هذا النزاع.
ونشرت المنظمة، تقريرين موثّقين عن الهجومين على مرفقيها الطبيين في اليمن قبل الجلسة المغلقة التي يعقدها مجلس الأمن الدولي حول حماية البعثة الطبية.
وقال البيان: “تسبّب هذان الهجومان معاً بوفاة 20 شخصاً معظمهم من المرضى وبجرح 32 آخرين (..) وقد اعترف التحالف الذي تقوده السعودية بمسؤوليته عن كلا الهجومين”.
وطال الهجومان مستشفى عبس في محافظة حجة (شمال) في 15 أغسطس/آب 2016 وعيادة منظمة أطباء بلا حدود في مدينة تعز (جنوب غرب) في 2 ديسمبر/كانون الأول 2015، وفقا للتقريرين.
وكنتيجة لقصف مستشفى عبس، انسحبت منظمة أطباء بلا حدود من ستة مستشفيات في شمال اليمن، وفقا للتقرير.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الأطراف المتنازعة في اليمن، حول ما جاء في التقرير، غير أنها مرارا ما تنفي استهدافها المدنيين.
وتعمل منظمة أطباء بلا حدود الدولية، في اليمن منذ عام 1986، ومع تصاعد حدّة النزاع في بداية العام 2015، وتسبّبه بازدياد هائل للاحتياجات الإنسانية والطبية، وسّعت المنظمة من نطاق استجابتها، وتعتبر عملياتها حالياً في اليمن ثالث أكبر عملية تنفّذها المنظمة في العالم.
وإلى ما قبل 15 أغسطس/آب 2016 (الانسحاب من 6 مستشفيات شمالي اليمن) كانت منظمة أطباء بلا حدود تعمل في 11 مستشفى ومركزاً صحياً في اليمن وتقدّم الدعم لـ 18 مستشفى ومركزاً صحياً آخر في 8 محافظات يمنية وهي: تعز وعدن والضالع وصعدة وعمران وحجة وإب وصنعاء، ولديها أكثر من ألفي موظف تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن، من بينهم 90 موظفاً دولياً، وفقا للبيان.
أضف تعليق