في ظل التقارب الحاد بين المرشحَين الرئيسيين للرئاسة الأميركية، تمثل مقاطعة بالم بيتش، في ولاية فلوريدا، ساحة صراع حاد بين معسكري الحملتين. إذ لا أحد ينسى أن انتخابات عام 2000، قررتها بضع مئات من أصوات هذه المقاطعة.
فعلى الضفة المقابلة لهذه المساحة الهادئة الممتدة على أحد السواحل الجنوبية لولاية فلوريدا الأميركية، بعض مما كان سببا في ضجيج سباق الانتخابات.
وبين الأحياء التي تقطنها غالبة ثرية في مقاطعة بالم بيتش، يرتفع اسم المرشح الجمهوري على واحد من تلك الأبراج.
ويقع البرج في واجهة المنطقة التي أسسها رجل الأعمال هنري موريسون فلاغلار ثم اقترنت لاحقا بأسماء الطبقة الثرية الذين غالبا ما يفضلون التقاعد على شواطئها.
وكان ذلك قبل محطة قدر لها ان تكون مفصلية في تاريخ الانتخابات الأميركية، ففي بالم بيتش، كان 537 صوتا السبب في السماح لجورج بوش بالحصول على مفتاح البيت الأبيض وترك آل غور خلفه.
ومنذ ذلك التاريخ خالفت حمى السباق الرئاسي هدوء الشوارع في منطقة بالم بيتش.
ويتطوع بعض من السكان في حملة ترامب ويجوبون بشاحناتهم المحملة بصور المرشح الجمهوري الأحياء.
ويقول أحدهم لسكاي نيوز عربية:”دونالد ترامب هو رجل يحب أميركا وهو فعلا سيجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، لا يمكنني أن أتحمل فكرة أن أصوت لشخص مثل هيلاري كلينتون”.
ويحدث ذلك أمام أحد مراكز الاقتراع المبكر، حيث يتجمع أيضا مناصرون لهيلاري كلينتون، لا ينفكون يبدون خوفا حد الهوس من إمكانية فوز ترامب.
وتقول سيدة عجوز لسكاي نيوز عربية:” هو مرشح الناس الغاضبين جدا، ونحن نتفهم الغضب، ولكن لا يمكننا أن نخاطر بمستقبلنا،ونعتقد أن اختياره يعد مخاطرة كبيرة”.
وترسم بالم بيتش صورة أعمق للصراع الانتخابي، تعكسها خصوصيتها كمنطقة محاطة بمدن مسكونة بالمهاجرين.
ويبدو الأمر أكثر من مجرد سباق انتخابي، فيبدو صراعا بين قيم أساسية ليس أقلها أن الولايات المتحدة أمة قائمة على المهاجرين يهددها ترامب كما يقول الديمقراطيون، أو بلاد قد يتسبب فوز كلينتون بانقسامها، كما يقول الجمهوريون.
أضف تعليق