عربي وعالمي

مروان البرغوثي يتصدر من سجنه الفائزين بعضوية “مركزية” فتح

لم يحل وجود مروان البرغوثي في السجون الاسرائيلية منذ 14 عاما، دون انتخابه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، ليبدو وريثا محتملا للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

كان مؤتمر فتح المنعقد في رام الله مناسبة لاختبار شعبية هذا المناضل الفلسطيني البالغ السابعة والخمسين من العمر، فجمع 70 % من اصوات اعضاء المؤتمر ليأتي في طليعة الفائزين بعضوية اللجنة المركزية لفتح.

وقالت زوجته فدوى لوكالة فرانس برس، وهي ناشطة ايضا في حركة فتح، “رغم وجوده في السجن منذ 14 عاما لا يزال نفوذ مروان اكبر مما كان عليه في اي وقت” مضيفة “لقد نجح في افشال المخطط الاسرائيلي لاسكاته وعزله عن الشارع وعن السياسة الفلسطينية”.

وبرز مروان البرغوثي القصير القامة وصاحب الوجه الدائري، على الساحة الفلسطينية بقوة مع انطلاق الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005 حيث اعتبر محركها وملهمها. وبعدما دانه القضاء الاسرائيلي بالتورط في هجمات حكم عليه عام 2004 بالسجن المؤبد خمس مرات، ولا يزال عدد كبير من الاسرائيليين يعتبرونه “ارهابيا”.

ويحمل البرغوثي الاب لاربعة اولاد، شهادة في العلوم السياسية، ولم يخف يوما دعمه للكفاح المسلح لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

الا انه في الوقت نفسه يعارض الهجمات العشوائية ويدعو الى تطبيق حل الدولتين. البرغوثي وشارة النصر خلال محاكمته التي ارادها ان تكون محاكمة للاحتلال، رد البرغوثي على الاحكام الصادرة بحقه بالقول ان الانتفاضة مستمرة وهو يرفع شارة النصر.

وتنتشر صوره وهو مقيد اليدين، من دون ان يمنعه ذلك من رفع شارة النصر، في كل انحاء الضفة الغربية المحتلة وخصوصا على الجدار العازل الذي بناه الاسرائيليون للفصل بين اراضي اسرائيل وسكان الضفة الذين باتوا في سجن كبير.

ومن السجون المختلفة التي ينقل اليها كل فترة، ينشر البرغوثي رسائل مفتوحة الى الشعب الفلسطيني.

وكتب في احدى هذه الرسائل “قالوا لنا اننا باعتمادنا السبل السلمية والاتصالات الدبلوماسية والسياسية فاننا سنحصل على دعم المجتمع الدولي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي. الا ان المجتمع الدولي فشل في اتخاذ ولو اجراء واحد ذي مغزى”.

ويدعو البرغوثي الى “سلام يستند الى القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة”، الا انه يؤكد ان اسرائيل بالمقابل “دمرت بشكل منهجي هذا الاحتمال عاما بعد عام”.

ومنذ اعتقاله عام 2002 لا تزال شعبية البرغوثي تتزايد حتى انه بدا كخليفة محتمل لياسر عرفات عند وفاة الاخير عام 2004. واليوم يتعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانتقادات شديدة على الساحة الفلسطينية، وكشف استطلاع اخير ان ثلثي الفلسطينيين يريدون منه الاستقالة.

وجاء في نتائج هذا الاستطلاع الذي اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، انه في حال جرت الانتخابات الرئاسية الفلسطينية اليوم بين البرغوثي وعباس والقيادي في حركة حماس اسماعيل هنية فان البرغوثي سيفوز بنسبة 41% من الاصوات مقابل 33% لهنية و21% لعباس.

ولا يزال البرغوثي قادرا على تحريك الجماهير، ويرى كثيرون انه الوحيد القادر على انهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس.

وكان قدم ترشيحه للرئاسة الفلسطينية من السجن عام 2005 في تحد للحرس القديم في حركة فتح، قبل ان يسحب ترشيحه ويقدم دعمه لعباس.