كتاب سبر

كويتيون بدون .. إنسانية

صعب جدا أن أصدق أن في جامعة الكويت ستة أساتذة “دكاترة” من فئة البدون جددت عقودهم لمدة سنة واحدة.. نعم سنة واحدة فقط ..في بلد يمكن أن يجدد للخادم في المنزل لمدة ثلاث أو أربع سنوات فقط مقابل أن تدفع عشرة دنانير قيمة طابع عن كل سنة …مأساة أم ملهاة ..وشر البلية ما يضحك .

ألا يوجد بين كل هؤلاء المسؤولين في الحكومة ..أو من بين النواب من يقترح على سمو رئيس مجلس الوزراء أو على معالي وزير الداخلية تجنيس هؤلاء الستة .

أظن ..وليس كل ظن إثم ..إن هؤلاء الدكاترة ..ولدوا في الكويت ونشأوا وترعرعوا فيها ..عاشوا حرها وبردها ..لاهوبها ورطوبتها و “سحتنيها ” ..شجعوا الأزرق في إنتصاراته ..وحزنوا في إخفاقاته ..جهدوا وإجتهدوا في دراساتهم في مراحلها المختلفة ..ثم بعد كل ذلك تأتي الجامعة ..ممثلة عن الحكومة ..وتجدد لهم عقودهم لمدة سنة واحدة .

ولا أريد هنا أن أثير المواجع عن فئة ” البدون ” وما فيها من مآس ومن هو المتسبب فيها وفي إستمرارها ..لأني أدرك جيدا أن هناك من أمثال العنصري الصربي  رادوفان كارادازيتش يردون علي من منطلقات عنصرية بغيضة تعمي يصائرهم بأن أهاليهم هم السبب حين أخفوا هوياتهم الأصلية قبل خمسين أو ستين عاما أو أكثر..ولكن أثير معكم سؤالين يحيراني ..

هل البلد مستغنية عن أساتذة في الجامعة .. أم هل تجنيس ستة بدون داترة في الجامعة يخل في التركيبة السكانية.

ستة “بدون” عنوان عنصرية بغيضة يرفضها معظم أهل البلد ولكنها نسجت خيوط العنكبوت في قلوب قلة قليلة بدون مشاعر إنسانسة …وهم البدون الحقيقيون.