عربي وعالمي

“الإندبندنت”: جندي قاتل حصل على حكم أقل من أطفال ألقوا الحجارة

الت صحيفة “الاندبندنت البريطانية” إن انتقادات واسعة وجهت للقضاء الإسرائيلي الذي حكم بالسجن 18 شهرا على الجندي الإسرائيلي “ألور أزاريا” المتهم بقتل الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل في 24 من آذار/ مارس لعام 2016.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “عربي21” أن الأضواء سلطت على قضية الإعدام عقب توثيقها من قبل أحد النشطاء الفلسطينيين الذين كانوا في المكان، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من قبل المؤسسات الحقوقية الإسرائيلية اليسارية.

وتشير الصحيفة البريطانية إن الجندي المتهم وجد مذنبا بقتل الجريح الفلسطيني الذي حاول شن هجوم بسكين على الجيش الإسرائيلي، ولكن إصابته بالرصاص حيدته ومنعته من تنفيذ ذلك، وتضيف “أنه بالرغم من عدم تشكيل الجريح أي خطورة على جيش الاحتلال، فإن الجندي “ألور” قرر إعدامه بإطلاق رصاصة على رأسه”.

ورغم مطالبة الإدعاء الإسرائيلي بحكم الجندي بما يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، فإن المحكمة قررت الحكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا ووضعه تحت الاختبار وتخفيض رتبته العسكرية.

وذكرت الصحيفة في المفارقة أن “القانون الإسرائيلي يحاكم عمليات القتل بما يصل إلى العشرين عاما”، لكن الجندي المتهم حصل على 18 شهرا فقط.

ووصفت الإندبندنت الحكم بأنه تاريخي لأحد أعضاء الجيش الإسرائيلي.

العفو عن القاتل

وتشير أيضا إلى أن الجندي القاتل سيتمكن من العيش بحرية بعد خدمته لمدة 12 شهرا من حكمه فقط، وذكرت في ذات الوقت إلى دعوات كثيرة من الإسرائيليين بالعفو عنه وإطلاق سراحه.

ومن أبرز المؤيدين للعفو، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين بنتنياهو، الذي أعلن ذلك علانية، ولكن القانون الإسرائيلي يسمح للرئيس الإسرائيلي فقط بإصدار العفو عن المحكومين في السجون.

ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإن 63 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون إصدار عفو عن الجندي الذي أعدم الشهيد الشريف.

مقارنة مع ملقي الحجارة

وقالت الصحيفة واسعة الانتشار، أن رئيس الوزراء نتنياهو أقر في عام 2015 قانونا جديدا للحكم على ملقي الحجارة من الفلسطينيين بما يصل إلى أربعة سنوات، كما يشمل ذلك الألعاب النارية وقنابل المولوتوف.

ونقل التقرير عن المؤسسات الحقوقية أن الفلسطينيين وفقا للقانون العسكري الإسرائيلي المطبق عليهم، فإنهم قد يحصلون على أحكام تصل إلى 20 عاما متعلقة بضرب الحجارة.

وفي ختام تقريرها قالت الصحيفة أن مجموعة من الأطفال في مدينة القدس تم الحكم عليهم بأحكام أعلى من الجندي الإسرائيلي القاتل بمجرد إلقائهم للحجارة، وهم: “ صالح اشتية “16” عاما وتم حكمه لمدة ثلاثة سنوات وثلاثة أشهر، ومحمد جابر “14” عاما، وتم حكمه بالسجن ثلاثة أعوام، ومحمد تايه “17” عاما حكم عامين وأربعة أشهر، وزياد الطويل “16” عاما حكم عامين وأربعة أشهر، إضافة إلى الطفل عمر ياسين “14” عاما حيث تم حكمه لمدة عام واحد.