أعلنت وزارة الصحة العامة القطرية اليوم الاثنين التزامها بالقيام بأكبر حملة تطعيم تشهدها دولة قطر خلال ما تبقى من هذا الشهر وخلال العام المقبل عبر توفير ما يكفي من اللقاحات لتطعيم جميع الفئات السنية المستهدفة الموجودة على أرض قطر لمكافحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).
وأكدت الوزارة في مؤتمر صحفي حول آخر مستجدات الفيروس حرص دولة قطر على توفير أفضل أنواع اللقاحات المعتمدة عالميا والتي ستكون أداة حاسمة في السيطرة على هذه الجائحة والعودة التدريجية للحياة الطبيعية.
واكد رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا ورئيس قسم الأمراض الانتقالية في مؤسسة حمد الطبية الدكتور عبداللطيف الخال ان دولة قطر من أوائل الدول في العالم التي تحصل على هذا النوع من اللقاح الذي سيسهم بشكل كبير في عودة الحياة إلى سابق عهدها وبشكل تدريجي.
واشار الخال إلى أن وزارة الصحة العامة تقوم حاليا بالإعداد لتدشين حملة التطعيم على نطاق واسع ابتداء من بعد غد الأربعاء من خلال المراكز الصحية في الدولة.
وأفاد بأن اللقاح الذي اعتمدته الوزارة هو التابع لتحالف شركتي (فايزر) الأمريكية و(بيونتك) الالمانية والذي تمت الموافقة عليه الاسبوع الماضي من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للشروع في استخدامه من أجل التصدي للجائحة وذلك بعد أن أثبتت الدراسات الإكلينيكية أنه آمن وفعال.
وأوضح أن معظم الأعراض الجانبية المصاحبة لتلقي اللقاح غالبا ما تكون خفيفة إلى متوسطة وقد تشمل ألما في موضع الحقنة أو إحساسا خفيفا بالإرهاق أو آلام العضلات أو حرارة خفيفة تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام ويمكن استعمال بعض المسكنات لهذه الأعراض إذا استدعت الحاجة مؤكدا أن الأعراض الجانبية مؤشر على استجابة الجسم للتطعيم وأنه نجح في تكوين المناعة اللازمة للتصدي للفيروس ويعطى على جرعتين يتم تناولهما خلال ثلاثة أسابيع.
وذكر أن الشحنة الأولى التي ستصل اليوم وتعقبها شحنات متتالية ستخصص لتحصين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الشديدة لكونهم أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس وكذلك بعض الكوادر الطبية والتمريضية والخدمات الطبية المساندة والذين يتعاملون مع مرضى كورونا بشكل يومي بالإضافة للعاملين الصحيين في دور المسنين وخدمات العناية المنزلية.
واضاف انه سيتم تطعيم بعض الفئات التي تعمل كمستجيب أول لبعض الوزارات والمؤسسات في الدولة لضمان سير العمل في الخدمات الضرورية وخدمات الطوارئ مبينا أن هناك تدرجا في وصول التطعيم وتوزيعه حسب الفئات السنية من الأكبر فالأصغر وأنه سيتم الانتهاء من غالبية السكان خلال العام المقبل حيث تعمل الدولة على توفير اللقاح في أقرب فرصة.
وعن طبيعة السلالة الجديدة للفيروس والتي ظهرت مؤخرا في بعض الدول وهل دولة قطر ستتخذ أي إجراءات جديدة بهذا الشأن أوضح الخال أن الفيروس لديه قابلية للتغير بشكل مستمر من خلال طفرات أو تغيرات جينية تحدث له نتيجة تكاثره وانتشاره وأن هذه الطفرات تحدث بشكل أبطأ وغالبا لا تؤدي إلى أي تغير يذكر في تصرف الفيروس.
ولفت الى أن التركيبة الجينية للفيروس تعرضت لأربع طفرات أو تغيرات منذ ظهوره تمثلت الأولى في انتقاله من الحيوان الى الانسان والثانية التي سمحت له بالانتشار الواسع والثالثة التي حدثت بانتقاله إلى بعض الحيوانات ثم الطفرة الرابعة التي حدثت في بريطانيا والتي توضح أنه أصبح أكثر انتشارا من ذي قبل مشددا على أن ذلك لا يعني أن الفيروس أصبح أشد شراسة وفتكا وأنه لن يستجيب للتطعيمات.
وعن الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول بإغلاق مطاراتها أكد أن دولة قطر تراقب الوضع عن كثب ولا ترى حتى الآن أي ضرورة لتغيير الإجراءات المتبعة علما أن المملكة المتحدة ليست في القائمة الخضراء وأن القادمين من هناك يخضعون للحجر الفندقي ويتم فحصهم قبل صعود الطائرة وإبراز ما يثبت خضوعهم للفحص وغيرها من الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة العامة والتي تحد من احتمال دخول الفيروس إلى البلاد وانتشاره.