أقلامهم

الطبطبائي يكتب عن نواب كراقصات الملاهي الليلية

عمر الطبطبائي

من بين الآراء/ الملهى

ملهى ليلي… وصوت الايقاعات الصاخبة «تم تك تك تك تم» ترج زوايا المكان، سحب دخانية كثيفة تغطي الأجواء، وإضاءة خافتة، وزبائن بكامل أناقتهم بعضهم أصحاب أرصدة مليونية والبعض الآخر أصحاب أرصدة متآكلة بالديون! وبجوار كل زبون حسناء تضحك بصوت عال لافت مزعج، وأمام كل واحد منهم طاولة بها الاقحواني والارجواني والمودماني وقليل من التبغ المتناثرعلى أرجاء الطاولة ووعاء مليء بالمكسرات لاسيما الفستق!

وفي إحدى زوايا الملهى المزعج يوجد كرسي خشبي هزيل على منصة متآكلة و«مشروع» فرقة موسيقية لا يفقه أعضاؤها من عالم الموسيقى إلا العبث بآلاتها، قائدها ضابط إيقاع يحافظ على توازن الفرقة ويتحكم كذلك بحركات الراقصة التي تجول في أنحاء ذلك الملهى متخصرة بصوت الإيقاع، وأكتفي بهذا القدر من تفاصيل الراقصة حفاظا على الذوق العام، لكن يأخذنا صوت الايقاع إلى صوت مشابه له وهو صوت مطرقة مجلس الأمة «تك تك تك» والتي تحافظ هي بدورها على توازن إدارة الجلسات عندما يختل التوازن ويبدأ الازعاج ويتدنى الحوار من بعض الأعضاء الذين اتخذوا من عضوية مجلس الأمة مشروعاً تنموياً لأرصدتهم البنكية والذين يحرصون على الحضور بكامل أناقتهم في الجلسات الجماهيرية فقط، أما الالتزام بحضور اجتماعات لجان المجلس لرسم مستقبل البلد من خلال الميزانيات والتشريعات ورقابة الحسابات الختامية والمهام الأخرى المتعلقة بأعمال اللجان فـ «تم تك تك تك تم»!

هناك فرق كبير بين بعض أعضاء المجلس وبين زبائن الملهى وهو أن الأول يعمل بعز النهار وتحت نور الاضاءات أما الثاني فتحت الأضواء الخافتة لا بسبب الحرج أو الحياء للزبون إنما لحماية مالك الملهى من الصورة الحقيقية لموظفيه من حسناوات وراقصات تتراقص أعمارهن بعيداً عن العشرينات وفرقة موسيقية بعيدة كل البعد عن الفن خالية من الإبداع والكفاءات بالضبط كبعض الحكومات وطريقة توزير بعض الوزراء البعيدة كل البعد عن الكفاءة والمهنية. كفرقتنا الموسيقية «تم تك تك تك تم»!

دائرة مربعة:

ليست الراقصة وحدها من تتعرى وتتحزم للزبون إنما هناك من يتعرى من ضميره ويتحزم بمصالح غير قانونية!