أقلامهم

تغير المصريون ونحن الذين تعلمنا منهم كل شيء لم نتغير .. المعطش يدعو للتغيير

سعد المعطش

حكومة سيب وأنا سيب

ما الذي يحدث في العالم هذا هو السؤال الذي لم يجدوا له إجابة حتى هذا اليوم فكل شيء تغير، المناخ تغير وأصبحنا نعيش هاجس الزلازل والهزات الأرضية في مناطقنا والتي تبتعد عن مراكز نشوئها.

ولو حاولت أن أعدد المتغيرات في عالمنا لما استطعت وذلك لكثرتها ولكنني سأضع مثالا على ذلك التغير الذي طرأ حديثا، فقديما عندما تشاهد مشاجرة بين شخصين مصريين فانك ستشاهدهما يمسكان قمصان بعضهما وتسمع الشتائم والتهديد والوعيد بينهما حتى تظن أن أحدهما سوف يموت من شدة الضرب ولكنك بعد لحظات ستسمع كلمة «سيب وأنا سيب» لا غالب ولا مغلوب من أجل الا يدخل الشر الى الدار.

حتى أنه يحكى أن في احدى المشاجرات التي حصل بها الضرب فعلا اشتكي المضروب وقال «ضرب على طول، مافيش شتيمة ولا صراخ ولا يبن ال… ولا اخو ال…». 

اليوم وبعد الثورة المصرية تغير الوضع ونسي المصريون التماسك بالقمصان وأصبحنا في كل يوم نسمع عن حبس الوزراء والبرلمانيين السابقين لمدة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق ولم نسمع بالكفالة المالية التي تشبه «سيب وأنا سيب».

تغير المصريون الذين تعلمنا منهم كل شيء ولكننا لم نتغير ومازلنا نتعامل مع أمور البلد من مبدأ «الهون أبرك ما يكون» والذي يشبه تماما المبدأ المصري فعندما يحاول بعضهم شق الصف الوطني أو يسرق أحد المسؤولين المناقصات أو الوزارة فان مبدأ الهون يكون هو المتسيد على الموقف ومهما بلغ حجم الجريمة.

أدام الله من كان مبدأه الحرص على مصلحة الكويت ولا دام من ثبت على مبدأ الهون أبرك ما يكون…