أقلامهم

علاقة تجار الكويت بجواسيس وسفراء دول كبرى تمنع وصول الثورة ..على ذمة الملا الكويت دولة صغيرة أمام التجار

محمد الملا

النخبة الجاسوسية

نشرت صحيفة مسكوفسكي كومسموليتس مقالا للخبير فلاديمير أوفتشينسكي يذكر فيه أن انطلاق الثورة العربية العظمى في تونس كان بفضل الاستخدام الماهر لتكنولوجيا المعلومات بدءا من البرقيات المشفرة للدبلوماسيين الأميركيين حول فساد نظام بن علي التي نشرت على موقع ويكيليكس، وحتى أفلام الرسوم المتحركة حول الموضوع ذاته التي نشرت على موقع اليوتيوب، كما أن الشبكة العنكبوتية حرضت المصريين على القيام بثورتهم التي بدأت بتسريبات عبر الويكيليكس أن واشنطن أعدت لانقلاب في مصر سينفذ في العام 2011م وأن الثوار الشباب كانوا على علم بتأييد أميركا لهم. 

واستكمل هذا الخبير أن سقوط نظام مبارك يحرم نتانياهو عملياً من سند وحليف أساسي كان يتمثل بالرئيس المصري المخلوع، وبذلك أصبح نتانياهو مضطراً الآن لاتباع قواعد اللعبة التي وضعها أوباما، كما لم يعد بوسعه ابتزاز الرئيس الأميركي عبر التلويح بإمكانية توجيه ضربة استباقية لإيران لهذا السبب، ورغم التناقض الواضح، فإن طهران كانت من أشد مؤيدي الثورة في مصر، شأنها شأن واشنطن، ولا يعود سبب ذلك إلى إمكانية تسلم الإسلاميين الراديكاليين السلطة في مصر، فما يهم إيران بالدرجة الأولى هو إخلال التوازن في إسرائيل، وتقليص احتمالات توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، إن من المستحيل القيام بثورة في مصر بواسطة وسائل (تويتر) من دون اعتماد أوباما على جيش هذا البلد، والكثيرون اليوم يعتبرون ما حدث ليلة الحادي عشر من فبراير بمثابة انقلاب عسكري، من المرجح أن يكون هذا الافتراض صحيحاً، وربما كان هناك انقلابان. ولذلك اطلق الفيلسوف سلافا جيجيك على الثورة المصرية تسمية (المسروقة) أي أنها سرقت من الشعب، من الواضح أن الشعب وقطاع الأعمال الكبيرة لم يكونا يرغبان بتغيير نظام الحكم في القاهرة، لأن قيادة البلاد العسكرية هي المستفيد الوحيد من التغيير، فوزارة الدفاع ومجمع الصناعات الحربية في مصر يعتبران مؤسسة كبرى موحدة تمسك كالأخطبوط بكل قطاعات الاقتصاد بما فيها القطاع الفندقي. إن غلطة مبارك (الذي كان يمثل الأوساط العسكرية المصرية) تتلخص في أنه لم يضع في الوقت المناسب حدا لابنه جمال الذي أزاح العسكريين من بعض القطاعات الاقتصادية المربحة، وبخاصة من قطاع التعدين، ولذلك أصبح العسكريون المصريون حلفاء رئيسيين لأوباما. ( انتهى الاقتباس ). 

نحن في الكويت مشكلتنا الرئيسية الفساد والمجاملة السياسية فالنخبة التجارية التي ليس ولاؤها للبلد وإنما الدول الكبرى تسيطر على أموالهم واستثماراتهم وهي بيد الاستخبارات الغربية لذلك نرى الاجتماعات دائماً من قبل الاستخبارات والجواسيس مع هؤلاء النخبة التجارية وبحضور سفراء هؤلاء الدول، ولن تستطيع الحكومة الكويتية أن تفعل شيئاً حيال هذه النخبة بسبب أننا دولة صغيرة ضعيفة أمام الدول الكبرى وتحالفنا مع دول الخليج هو تحالف بروتوكولي يهدف نحو توحيد الكلمة السياسية، ورسالة إلى إيران ومن يهدد أمننا الداخلي والخارجي وما دام النفط الخليجي يتدفق بسلام إلى جيوب الدول الكبرى ونشتري منهم أسلحة فاسدة تنفع الوكيل الكويتي مزدوج الولاء لن يكون عندنا ثورة الفيس بوك، والدول العظمى تنفع شركاتهم التي دعمت رؤساء تلك الدول للوصول إلى الكرسي، وهناك نواب لهم اتصال واضح مع هذه الدول الكبرى تأخذ الدعم المالي والسياسي وتوجهات مجلس الأمة واضحة المعاني كالشمس أما باقي الوسائل الإعلامية فهي نهج تجار النخبة لأنهم يملكونها، وعلى الحكومة أن تعي جيداً أن الثورة المسروقة والفاسدة سوف تصل إلى الكويت إن لم تختر حكومة نهج جديدة تعي أهمية الانجازات ومحاربة أوجه الفساد وتطبيق القانون على الجميع فهل نعي الدرس وما يجري من تآمر حولنا؟ 

(والله يصلح الحال إذا كان في حال ….) 

والحافظ الله يا كويت.