أقلامهم

الخليجيون يلوثون الشعوب العربية .. على ذمة جعفر رجب

جعفر رجب

الملوثون في الأرض

موقف حكومات دول مجلس التعاون كما يلي: في ليبيا يرسلون قوات عسكرية وطائرات من أجل دعم المعارضة ضد حكومة القذافي، في البحرين يرسلون قوات عسكرية دعما للحكومة ضد المعارضة، وفي اليمن يرسلون الوفود لايجاد حل وسط بين الحكومة والمعارضة ويدعون للحوار!

ثلاثة مواقف قد تكون متناقضة ولكنها في العرف السياسي ليست كذلك، فما يحكم الحكومات مصالحها قبل كل شيء، بعد ذلك تكتب بقية الأولويات على ورقة كلينكس عند حفل العشاء! ان تكون مخطئة أو صائبة في دعم مصالحها، مسألة أخرى وتحتاج معالجة ثانية ولكن البعض يستطيع تبريرها وفقا لمصلحة الدولة وقد يكون مفهوما وحقا!

وأما الباطل هو موقف الشعوب من المؤسسات الشعبية والرموز الوطنية والمثقفين وعلماء دين ورجال الادب… عندما تتبدل مواقفهم وفقا لبوصلة الأنظمة ومصالحهم وأينما أدارت الأنظمة أردافها أدارها معهم حتى يتحول مثقفنا البارز إلى راقص بارز يقوم بكل الحركات البهلوانية عدا المطلوب منه أداؤها!

«المثقف» صار مثل جمهور الكرة يسير مع الدهماء، يرفع صور الزعماء في الملعب ويشتم اللاعب المنافس مهما قدم من مهارات فنية فهو لا يهمه ماذا يفعل الفريق الآخر وحقوقه ولا الجرائم التي تُرتكب بحقهم، بل يهمه أن يفوز الفريق الذي يشجعه سواء حتى وان أدخل دباباته في وسط الملعب، الحكماء فينا أصبحوا دهماء! يدعون لشعب بالانتصار ويلعنون شعبا آخر، يشتمون حاكما هناك ويبجلون هنا، يشقون الجيوب هناك ويصفقون هنا، يعلنون الجهاد هناك ويحرمون الخروج والفتنة هنا!

وتقف مشدوها كيف يمكن لشعب أن يشجع حكومة؟! تقول له نحن الشعب نحن فريق الناس، ولا يفترض بنا أن نشجع الحكومات وأن نصفق لمواقفهم وأن نبرر خزيهم وأن نبرقع وجوههم، نحن الشعب يا فلان، الضحية الدائمة لأحذية العسكر وجيوش النهي عن المنكر، نحن الشعب نحن الِخراف التي تُنحر؟! هل شاهدت خروفا يصفق لنحر خروف مبررا أنها شاة سوداء؟! فما بالكم تصفقون للجلاد، وترفعون صوره وتحنون رؤوسكم…! إن كانت رؤوسكم خاوية فما بال ضمائركم تنعق في الغربان!

الشعوب كمنابع الأنهار طاهرة نقية وطيبة… تخرج وتصرخ عندما تتألم، عندما تجوع، عندما يصل السيف إلى الجيب، عندما تثقله الأصفاد، لا يخرج لمؤامرة ولا يخرج لتقليد الآخرين ولا يخرج لأنه مدسوس وأجندات وعملاء، لا يوجد عميل يقدم روحه لقضيته، الإنسان يخرج من بيته رافعا قبضته لانه لم يستطع فتح يديه ليتسلم قوت يومه ولأنه لا يضمن أن يكمل يومه حيا!

يخرج لأنه يريد أن يشم هواءً نقيا… ونحن هنا وبغباء وحقد نادر نلوثهم، نحول البحريني إلى شيعي يريد اسقاط السني، والسوري سني يريد اسقاط علوي… بكل بساطة نلوثهم لأننا ملوثون!