أقلامهم

جعفر رجب يقترح قانون صريح يمنع التمييز

جعفر رجب

كم نكره بعضنا

كم نكره بعضنا، لا نطيق أن نرى انسانا مختلفا، بلونه واصله، دينه ومذهبه، لغته ولهجته، عاداته وتقاليده، صلاواته وترانيمه، جماله وقبحه، طوله ووزنه…! 

العربي يكره الاعجمي، والاعجمي يكره السني، والسني يكره الشيعي، والشيعي يكره الحضري، والحضري يكره البدوي…، يود كل منهم لو ينتشر الوباء ويقضي على الآخرين!

الجهراوي يكره الدسماوي، والدسماوي يكره الصليبخاتي، والصليبخاتي يكره الفحيحيلاوي ويود كل منهم ان تضرب الزلازل الجميع، عدا منطقته وبيته!

البرشلوني يكره الريالي، والريالي يكره القدساوي، والقدساوي يكره العرباوي، ويود كل منهم لو تنزل صاعقة من السماء فتحرق كل الملاعب واللاعبين لا فريقه!

المبرقعة تكره المنقبة والمنقبة تكره المحجبة والمحجبة تكره السافرة وتود كل منهن لو ان باصا يدعمهن كلهن وتبقى هي!

الود ودنا لو نفتك ببعضنا، نقطع لحوم الآخرين ثم نرميها للكلاب السائبة، ثم يأتي مواطن «كوري» يذبح الكلب ويأكل لحمه ولحمنا، ثم يموت الكوري فيحرق وينثر رماده في المحيط الهادي بعيدا من هنا!

في هذه البلاد الجميلة رغم الغبار، لم ندخل يوما حربا مذهبية يتقاتل فيها البروتستانت والكاثوليك كأيرلندا، ولم تتصارع الطوائف الدينية يوما كلبنان، ولم تتصارع الاعراق كالسودان، ولم تتقاتل القبائل كأفغانستان وبورندي. ورواندا… بل بلد طالما تعايش الناس فيه، نزلوه لانه كان يقبل الجميع بأشكالهم وألوانهم وأحسابهم وأنسابهم! ومع ذلك خطاب الكراهية وصل اقصاه، ومستوى الحوار وصل ادناه، والتهم الجاهزة والمعلبة وصلت اعلاها!

طالب مراهق يكتب على الجدار!

دكتور مراهق يخون في الفضائية!

خطيب مراهق يكفر في المسجد!

مفكر مراهق يشكك في الانترنت!

معلم مراهق يشتم في المدرسة!

وقائمة الكراهية تزيد، ولا يريد احد ان يرفع شعار «قف»، امام سيل ثقافة الكراهية!

ثقافة رعتها وشجعتها الدولة بمناهجها واعلامها، او تغاضت عنها، لضعفها او خبثها، ومسؤولية المجلس الان قبل كل شيء، اصدار قانون واضح يجرم التمييز العنصري والديني، ونشر الكراهية، تصريحا او تلميحا، وفقا للدين او المذهب واللون او العنصر… كما في بقية الدول الديموقراطية المحترمة، واعتقد ان مجلسنا ايضا محترم، قلت اعتقد، وكل ابن ادم خطاء!

اقتراح، ومتأكد انني لن اسمع صداه، لان النواب مشغولون بدراسة الصور المنشورة عن الحفل الراقص – والعياذ بالله – في المدرسة، رغم انني لا أعلم لماذا لم يبحثوا في حفل عيد الاستقلال الراقص، او حتى حفل تحجيب «طفلات» في احدى المؤسسات وقد كان الحفل مختلطا، او يستجوبوا انفسهم على ندواتهم الانتخابية التي جلسوا فيها يخطبون وينكتون، ويخزون الحريم! 

اقترحت وبانتظار صدى للاقتراح!

وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد، هو الوزير «الحانوتي»، بمجرد ان تجده جالسا بالقرب من اي رئيس وعنده ملف به اوراق الاقامة والفيزا، فان هذا يعني انه قريبا سيسقط، حصل مع صدام وحسني… واليوم مع علي صالح!