أقلامهم

البصري: الدويسان مسؤول في ولاية شيراز عن “قرض الحسنة”

داوود البصري

فيصل الدويسان والتهديدات الإيرانية الوقحة

لطالما يردد النائب الكويتي السيد فيصل الدويسان عبارة “إنني مع المصلحة الكويتية أينما كانت”, وطبعا هذا التصريح الواضح يحمل معان وطنية وقومية وإلتزامات ثابتة ومبدأية يشكر عليها وهي من الصفات التي لا بد أن تكون متوفرة فيمن يفترض به أن يكون عضوا في المؤسسة التشريعية الكويتية الرائدة إقليميا “مجلس الأمة الكويتي”, ولكن مايحير المراقب حقيقة هو التباين والبون الشاسع بين الأفعال والأقوال , فالسيد الدويسان وهو يعلن أنه قد تعرض لتهديد بالقتل بسبب تلك المناظرة التلفزيونية, والتي حسب تقديرنا لم تستوجب أبدا أن يهدد المرء بالقتل بسببها لأن الدويسان لم يقل شيئا خارج عن المألوف ولم يقترف إثما أويحطم مرتكزات أو يحرج أطراف, بل عبر عن رأيه وقناعاته , وأعتقد أن لا أحد في الكويت الآمنة المسالمة سيتعرض لمحاولة إغتيال ولولفظيا لأن مساحة الحرية في هذا البلد العربي الصغير أوسع بكثير من خارطة العالم العربي , وتلك حقيقة لا مراء فيها ولاجدال , ولكن وسط إدعاءات التهديد بالتصفية الجسدية خرج علينا رئيس أركان الجيش الإيراني المتغطرس الشعوبي المدعو حسن فيروز آبادي, بلهجة تهديدية متغطرسة وتافهة يدعي فيها بأن جمهورية وليه الفقيه تمتلك كل الخليج العربي! كما دعا علنا الى اسقاط ما اسماه الديكتاتوريات في الخليج العربي, وبما يعني إقامة الجمهوريات الإسلامية المناضلة والتي ستتحد كفروع مع الأصول في طهران في جمهورية الخليج الفارسي العظمى بقيادة “حزب خدا” الخليجي! وساعتها لن يكون الدويسان نائبا في “مجلس شورى ولايات الخليج الفارسي”! بل سيجبر على التطوع ليكون باسداران في “جند الإمام” أوفي أحسن الأحوال سيعين مسؤولا عن صندوق “قرض الحسنة” في ولاية “شيراز وضواحيها”!

تصريحات أبو لؤلؤة الفيروز آبادي العدوانية لم نجد لها أي صدى في ردود فعل النائب الدويسان ولا النائب القلاف ولا الوكيل العام وعضو المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق محمد باقر المهري , الذين سكتوا عن تلك التصريحات, بل تجاهلوها تماما وكأنها لم تكن وإنصرف البعض منهم كالدويسان والقلاف للحديث عن التهديد بالقتل متناسين بأن النظام الإيراني يهدد علنا وبعظمة لسان أرفع جنرالاته الكويت والخليج العربي بالإحتلال والتدمير والضم والإلحاق بحجة أن جميع الخليج العربي هو بمثابة إقليم تابع لإيران العظمى, والتي يتفضل ساستها الحاليون بالصبر على حكامها قبل أن يقرروا ضم تلك الولايات تحت جناح الولي الفقيه بعد إستقرار الأمور وتطبيع الأحوال وإقامة افضل الظروف لتحقيق تطلعات اليوم الإيراني الموعود! خصوصا وأن الشعوب الإيرانية تعيش تحت ظل تلك السلطات بأحسن حال , إن شعوب الخليج العربي البائسة تستحق العطف الهمايوني من أهل الدجل في إيران.

تخاريف وسخافات ذلك الفيروز آبادي العنصري لايبدوأن الدويسان يرغب في التعليق عليها ولا مناقشتها رغم إدعائه اليومي بالعمل من أجل مصلحة الكويت, تلك المصلحة الوطنية والقومية العليا التي تتعرض اليوم لخطر حقيقي وليس لفظيا , فالنظام الإيراني لا يمزح أبدا وصراع المحاور والتيارات الداخلية فيه لن يحجب أبدا وحدة موقف ذلك النظام ونواياه العدوانية تجاه الخليج العربي وأهله , كما أن المعركة الوجودية التي يعيشها ذلك النظام مع إحتمالات تطور حركة المعارضة الداخلية والتوجه الى اشعال الشارع الإيراني من جديد تجعله يفكر ويخطط حقيقيا لنقل المعركة للخارج وفق سيناريوهات خيالية وخرافية لأهل الفكر الصفوي الحاكم في إيران اليوم , غالبا ما يردد الدويسان بأنه يتطلع لنيل شرف الشهادة, ولكننا نتطلع أيضا لموقف واضح وصريح ونهائي منه بشأن المخططات والتهديدات الإيرانية الواضحة والصريحة والوقحة أيضا , فهل يستطيع فيصل الدويسان ضبط المواقف الرسمية والإعلامية العدوانية الإيرانية ? وهل سينحاز للشعب والوطن والأمة, وهي تتعرض لتهديدات وقحة وحربية فالحرب كما نعلم ويعلم أولها الكلام.

الإيرانيون لم يدخروا وسعا أبدا في نقل “حرافيشهم” و”فروخهم” لديارنا وحيث يمارسون التخريب الممنهج والملتزم بضوابط وآليات معروفة ومحددة, هل سيصرخ فيصل الدويسان مع شعب الخليج العربي الواحد الموحد بالشعار الشهير : “الشعب يريد إسقاط مخططات عدوان النظام الإيراني” ? أم أنه سيبقى في موقف الحياد السلبي حتى يلج الجمل في سم الخياط,?  وقبل أن يلوت وقت مندم, وساعتها لن تنفعنا تأوهات السيدة الراحلة أم كلثوم “تفيد بأيه ياندم, وتعمل إيه ياعتاب”, وسلامتك يا دويسان من الآه.