أقلامهم

المتظاهرون صادروا حريتنا .. الشايجي يكتب عن غياب الديمقراطية

صالح الشايجي  

الغياب الديموقراطي

إن المجتمع الديموقراطي هو المجتمع الذي تتعدد فيه الوجوه والألسنة والأفكار والآراء والتوجهات والاختيارات.أما المجتمع ذو الصبغة الواحدة فهو المجتمع الديكتاتوري، مثلما هو حادث عندنا حيث إننا نعيش في مجتمع ديكتاتوري، ولاحظوا أنني أقول «مجتمع» ولم أقل «نظام»، فالظاهر أننا نعيش في ظل «نظام» ذي صبغة ديموقراطية ولكننا نعيش في «مجتمع» ديكتاتوري استمد سلطته الديكتاتورية من غياب الإيمان الحقيقي بالديموقراطية التي وفرها «النظام» الذي لم يبذل جهدا في الدفاع عنها أو لترسيخها.

وكنت أتمنى على المتظاهرين في الدفاع عن «الديموقراطية والحرية» والذين تجمعوا في ساحة الصفاة يوم الجمعة الماضي أن يتنازلوا عن شيء من حريتهم التي ينعمون بها والتي وفرتها لهم ديكتاتورية المجتمع، لصالحنا نحن البؤساء والمظلومين والذين صادر السادة المتظاهرو ـ أنفسهم ـ حريتنا.

إن العدالة التي يتعين توافرها في ظل أي نظام ديموقراطي غائبة تماما عن بلادنا، فبينما يتسيد السادة المتظاهرون والواقفون في تيارهم البلاد ويحتكرون القرار فيها ولا ينازعهم أحد السيادة عليه، وأعني بهم أصحاب الفكر الديني والإلغائي وغير المؤمن بالدستور، نجد أن أصحاب الفكر الديموقراطي والدستوري من التيار التقدمي والليبرالي مقصون تماما ومستبعدون ويعيشون على الهامش وعلى فتات لا يستسيغونه مما يرميه عليهم أصحاب ذلك الفكر الإقصائي الانعزالي، وهذا أمر لا يجوز السكوت عنه في أي حال من الأحوال لاسيما أننا نعيش في عصر الثورات الشعبية المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة.

فضلا عن هذا وغيره من مسببات الأخذ بمبدأ العدالة والمساواة، فإن أصحاب الفكر الليبرالي والتقدمي هم الذين لهم الفضل كله في استحداث الديموقراطية والدستور في واقع البلاد وبالتالي فهم الأولى بقطف ثمرة هذه الديموقراطية وليس أصحاب الفكر الانعزالي والإقصائي وممن أوصلوا البلاد إلى ما هي فيه من تراجع وتخلف وأزمات سياسية وطائفية وتدن في الأداء الفردي للمواطن الكويتي وكذلك للمقيمين والمصبوغين ـ معظمهم ـ بالصبغة الدينية المجاملة للثقافة السائدة أو الذين يتم اختيارهم وفقا لها وليشكلوا بالتالي امتدادا بشريا وفكريا لتعميم ثقافة التخلف والإقصاء.

«من كان لديه فضل حرية فليعد به على من لا حرية له».