أقلامهم

البصري لحسن نصرالله: الشعب السوري الحر يا هذا أرفع قدرا من كل عمائم الدجل وتجار الدين والعقيدة من سكنة السراديب

داود البصري

                                                              نصر الله ونصرة البعث السوري!

كعادته في إغتنام المناسبات والفرص أطل شيخ مشايخ “حزب الله” الإيراني اللبناني على جماهير المحتشدين في البقاع اللبناني من خلال شاشة البلازما العملاقة ليخاطب تلك الجموع بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة للإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان لاحظ المسافة استبدال , وليوصل رسائل سياسية معلومة وملغومة لمن يهمه الأمر في المنطقة , وطبعا رصد أحاديث ورؤى السيد نصر الله تتم من خلال التركيز على النقاط الأساسية التي يود إستعراضها ضمن إستعراضاته المعروفة لكل الملفات الدولية في كلماته المفتوحة التوقيت , المهم إن الهدف المركزي كان الموقف من النظام السوري وهو يعيش تداعيات الإضمحلال والتلاشي في ظل الثورة الشعبية السورية الشاملة التي ستغير وجه سورية والشرق الأوسط الحديث , وثمة حقيقة تاريخية ترتبط بالتحالف الستراتيجي وبالزواج الكاثوليكي الذي يربط بين النظام السوري و”حزب الله” , وهي أنه لولا النظام السوري وجهوده الإستخباراتية ومنظومته الفكرية وحمولاته الآيديولوجية وتحالفاته الستراتيجية وحتى رؤاه الطائفية ما تسنى – لـ”حزب الله “أبدا أن يكون في الموقع الذي هو فيه حاليا وأن يتحول لقوى مسلحة طاغية تهيمن على القرار الداخلي اللبناني خصوصا وتتحكم بمسارات المستقبل السياسي والأمني في لبنان , فالنظام السوري الذي خلق في بداية الثمانينات في القرن الماضي وهو يخوض حرب البقاء والصراع والإمساك بمحاور السلطة تجمعات طائفية مرتبطة بوشائج قوية ولا تنفصم مع العقدة المركزية الطائفية للنظام يعتبر “حزب الله” بمثابة الجوهرة في تحالفاته وحيث تمكن النظام من تمكين حليفه الستراتيجي إيران بأموالها وقدراتها اللوجستية من بناء وتعزيز حالة ذلك الحزب الآيديولوجي أو الذراع الطويل لنظام الولي الفقيه , فبناء “حزب الله” قد تجاوز بكثير البناء التنظيمي لحركة المحرومين ( أمل ) بل تميز عنها بكونه التابع الذي ينفذ ولا يناقش أولياء الأمر في دمشق وطهران , ثم تحول الحزب بإمكاناته المالية والتنظيمية والإستخبارية الهائلة ليكون فرعا خارجيا مهما من فروع المخابرات السورية , فقائده الأمني السابق والضليع في عوالم الإرهاب والخطف والإغتيال والتفجير وتكوين المجاميع المسلحة كان قد قتل في فبراير العام 2008 على أبواب المخابرات السورية في كفر سوسة! ما يعني أشياء كثيرة والحلقات الفنية واللوجستية والإستخبارية وشبكات رجال الأعمال المرتبطة ب¯ “حزب الله” تتخذ من الشام قاعدة من قواعد تحركها و نشاطها , وفناء النظام السوري يعني النهاية الحقيقية ل¯ “حزب الله” بكل ما يحمله من ملفات ومهام , فلولا نظام البعث السوري السائر في طريق الإضمحلال ما تسنى للحزب أن يمارس كل ذلك النشاط والتحرك ويحرك الشبكات من أميركا اللاتينية وغرب إفريقيا والمغرب وصولا للخليج العربي , فالدفاع عن نظام البعث السوري هو مهمة مركزية مقدسة لذلك الحزب لأنه بذلك يدافع عن نفسه ووجوده ومستقبله , فتلك مسألة مفهومة وواضحة للجميع ,ولكن أن يتعمد السيد خلط الأوراق وأن ينكر على الشعب السوري حقه في تقرير مصيره ومستقبله وإنهاء النظام المستبد الفاشل المتخشب بقوانينه المتهالكة وبنظرته وسياسته الأمنية الفاشية التي تقع نتائجها على أجساد السوريين , فتلك جريمة عظمى. لماذا لم يستنكر السيد مقابر النظام الجماعية أو يقارنها بمقابر نظام البعث العراقي البائد الجماعية ? لماذ الم ينطق السيد ولو كلمة عتاب ضد القمع المفرط لنظام المخابرات وضد عزل المدن وقتل وإعتقال الشباب بدلا من أن يكتفي بنفي مشاركة ميليشياته في مهرجان القتل والسلخ وهو نفي مثير للسخرية لأنه بدفاعه المستميت عن وطنية وصمود وممانعة النظام قد أكد مشاركة عصاباته في جريمة التعدي على السوريين! , بعد ذلك كيف يرتضي زعيم حزب لبناني مفترض لنفسه أن يوجه نصائحه الشخصية والفاقدة لمصداقيتها للشعب السوري صاحب التاريخ النضالي والثوري الطويل والمتحمل منذ عقود لآلام الهيمنة البعثية ولذل النظام الوراثي المهزوم الذي حول الشام لضيعة إستثمارية لنظام طهران ومن يلوذ بهم أو يحتمي بعباءاتهم وعمائمهم من المرتزقة والأعوان والدجالين وشركات الحرس الثوري الإرهابي الإيراني وغيرهم من الأتباع والمنافقين ?.. الشعب السوري الحر الواحد الموحد في البداية والنهاية لايأخذ رخصته النضالية من أي طرف وأهل مكة أدرى بشعابها والذي يعد العصي ليس كمن يتلقاها , وليوجه نصر الله نصائحه لسادته في طهران الذين يخوضون اليوم حرب البقاء بسلاح الهرطقة والخرافة و الإتهامات المتبادلة , كما إن عليه لو كان مؤمنا حقا بنظرية إنتصار الدم على السيف الثورية الحسينية الخالدة أن ينصح أحبائه وحلفائه في نظام البعث السوري بضرورة الرحيل والتواري عن مشهد التاريخ , فدماء السوريين الأحرار قد أثبتت قدسيتها وقدرتها الميدانية الفائقة على كسر سيوف الظلم والعدوان والهمجية البعثية, وإن إنتصار الشعب السوري النهائي والحاسم والتاريخي ليس سوى مسألة وقت , فشعب سورية الحرة قد حسم خياره التاريخي.. لذلك فليوفر نصر الله نصائحه لنفسه , الشعب السوري الحر يا هذا أرفع قدرا من كل عمائم الدجل وتجار الدين والعقيدة من سكنة السراديب.