أقلامهم

ذعار الرشيدي ليس مضطرا للاصطفاف سوى مع وطنه، ولا تعنيه الدويلات السياسية ولا رجالات الحرب، ولا التهم الجاهزة

أن تهاجم نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد الفهد لا يعني بالضرورة أنك وطني ومعارض، تماما كما أنه عند هجومك على سمو رئيس مجلس الوزراء أيضا لا يعني أنك معارض مستقل بالضرورة أيضا، خاصة إذا جاءت المعارضة بالاسم بشكل شخصاني لأي من الطرفين وبانتقائية شديدة بحيث تثير قضية ضد الرئيس مثلا وتترك أطنانا من القضايا وراءك ضد نائبه أو تثير 3 أو 4 قضايا ضد نائب الرئيس وتترك جبالا من الممارسات الخاطئة لرئيس الحكومة، هنا أصبحنا أمام معارضة انتقائية تشوبها الشخصانية، وما قد يطلق أحيانا وليس دائما ضدهما أو ضد أي مسؤول هو حديث حق معارض أريد به… مصلحة، وهو ما تحقق على أرض الواقع في استجواب الشيخ أحمد الفهد، فمن جهة سمو رئيس مجلس الوزراء وفي أحد الاستجوابات يتم تحميله مسؤولية تعامل وزير الخارجية مع الأحداث في البحرين، ولكن على جانب آخر الشيخ أحمد الفهد في الاستجواب الآخر يتحمل مسؤولية وزارته دون الرئيس، وهنا تتضح الانتقائية ويتضح الاستهداف.
الغريب في أمر معارضة الرئيس خاصة من النواب أنهم يتهمون كل من يدافع عن الرئيس بأنه حكومي وانبطاحي و«قابض»، بينما معارضة الفهد يتهمون كل من يدافع عن الفهد بأنه «تابع» و«شبح جهاز أمني»، بينما الطرفان ممن يلقون بالاتهامات الجاهزة المعلبة يصورون أنفسهم أنهم هم الأنقياء الأتقياء شرفاء البلد، وعلى جانب غير بعيد نجد أن أتباع الرئيس القريبين منه يتهمون كل من يهاجم الرئيس بأنه «مؤزم» و«مندس» بل و«حاقد» على البلد.


وتناسى كل هؤلاء أن الناس واعية وأن الكويتيين عرفوا من يلعب مع من ومن ضد من ومن هو اللاعب الرئيسي ومن يقبع على دكة الاحتياط ومن يصطف وراء من، والأهم أن الصراع بات مكشوفا إلى درجة لم يعد هناك ما يمكن أن يخفى على أحد، فقد انكشف المستور، فلا «دولة فلان» ولا «دولة علان»، الصراع يتكون من صدعين رئيسيين سياسي على النفوذ ومالي على المناقصات، ولا وجود للوطن ولا للوطنية في معركة في هذه الحرب السياسية، وإن كنتم ترونها فلست أرها ولم أشاهدها.


لست مع أحد ضد أحد، ولست مضطرا للاصطفاف سوى مع وطني، ولا تعنيني دولكم ولا دويلاتكم السياسية ولا رجالات حربكم، ولا تهمكم الجاهزة التي تلقى من الطرفين على كل من يريد أن يكون كلمة حق، وتحملوا ما سيأتيكم من الغيورين على وطنهم، وترفعوا عن إلقاء التهم المعلبة الجاهزة كأنكم جمهور فريق خسر بنتيجة 7 – صفر قرر أن ينهي المباراة بإلقاء العلب الفارغة على حكام المباراة.


توضيح الواضح: ربما تتجاوزون على القانون، ولكن صدقوني لا أحد فوق التاريخ، لا أحد فوق التاريخ الذي سيذكر ما فعلتموه في بلدكم في هذه الحقبة، الأهم أنه لا أحد فوق مساءلة الرحمن يوم الحشر.