أقلامهم

مفرح العنزي يحدد مواصفات وطموحات بعض النواب ويعتبر أن مجلس الأمة محرقة لكثير منهم

محرقة مجلس الأمة
مفرح العنزي
من خلال متابعة النشاطات البرلمانية القائمة في المجلس سواء من النواب أو الوزراء، ندرك أن هذه النشاطات قد تدخل في بعض الأحيان في عواصف برلمانية هوجاء والتي عادة ما تؤدي إلى انخفاض أو تدنٍ أو انحطاط شعبية هذا النائب أو ذاك الوزير، وهذا ما حدث قبل فترة وجيزة في قاعة عبدالله السالم، وإذا كان هذا الأمر شرا لابد منه إلا أن المهم في هذا كله هو أنك تستطيع وبكل وضوح أن تلاحظ عدم ثبوت الأعراف والمواقف المثالية بصورة دائمة، فالمواقف تتحول الى مواقف زئبقية غير مستقرة يمكن لشكلها أو مضمونها ان يتغير في اللحظات الأخيرة، وهذا ما حدث في السابق وسيحدث في أي تصويت داخل المجلس.
ومن المدهش حقا أن القليل من النواب، وللأسف، يستطيع أن يتمسك بالكاريزما التي يتمتع بها قبل دخوله الى المجلس وهذا النوع من النواب يستمر في بقائه في المجلس، أما البعض الآخر فإنه ينسى وعوده ونفسه ويطلق العنان إلى أهدافه الخاصة التي من أجلها دخل المجلس، وهذا النوع من النواب يسمى بالنائب العابر أي العابر إلى مصالحه والعابر للمجلس كالطيور المهاجرة التي تعتبر الكويت محطة عبور لها ثم تواصل رحلتها، لكنها قد تقع في شباك القناصين ثم تباع وتشترى. كذلك قد تنصدم من شخص تحبه تجد فيه الطموح الجامح الذي يصل الى عنان السماء وفي غفلة منه تجده يهدم ما بناه خلال سنين طويلة مليئة بالتعب والمثابرة، هذا هو حال المجلس الذي يمكن للفرد بداخله أن يصنع له مصعدا نوويا يصل به إلى ما وراء النجوم أو أن يهفو هفوة تجعله يغادر المجلس بخفي حنين بعد أن حرق به كل أوراقه، ومن خلال هذا السياق يمكننا القول بأنه يوجد لدينا في الكويت مكانان ناشطان زلزاليا، إن جاز التعبير، الأول يتمثل بمجلس الأمة أما الثاني فهو بورصة الأوراق المالية ومن ليس لديه علم بهذا الأمر فعليه أن يتعلم الآن.


***


? تعزية: أتقدم بأحر التعازي الى صاحب السمو الأمير، وسمو ولي عهده الأمين والى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والى أسرة الصباح الكرام بوفاة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد الحمود، ونسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.