حسن علي كرم
المليفي.. مجدداً
أولا: لابد من تقديم الاعتذار لوزير التربية والتعليم العالي السيد احمد المليفي لجهلنا بعمله كمحاضر في التعليم التطبيقي والواقع غياب هذه المعلومة عن سيرة الوزير لا يشكل مأخذا علينا، فالمليفي التربوي لم يكن معلوما، بقدر شهرته كعضو في مجلس الامة وانغماسه في العمل السياسي وشهرته ايضا كمحام بارع يصول ويجول في دهاليز القضاء، ورغم ذلك نقول ان انتساب المليفي كمحاضر في التعليم التطبيقي وهي فترة كما يبدو كانت قصيرة وعابرة، هذا لا يعني انه قد بات خبيرا وملما بكل تفاصيل العملية التربوية والتعليمية وهي عملية متجددة وسريعة لا يلم بها الا اقل القليل من اهل المهنة والعاشقين للعمل التربوي والتعليمي، وبالتالي استحق حمل حقيبة التربية بجدارة، فالتعليم من اخطر ومن اهم القطاعات التنموية في الدولة فمتى ما صار عندنا تعليم ناجح ومتطور صار عندنا مواطن ناجح، فالتعليم ركيزة نجاح وتقدم الدولة، والمدرسة هي المصنع الذي يصهر فيه الناشئة وينتج الانسان الناجح، وعليه كان ينبغي اختيار وزير التربية (بالفرازة) لا اختيار المجاملة لكون الوزير قريبا او منتميا للاسلاميين او سد الفراغ..!!
اعود وأقول وأصر على القول، احمد المليفي سياسي وليس تربويا وتكليفه بالتربية خطأ، والسياسي يبحث عن الجماهيرية والعودة مظفرا الى القاعة التشريعية التي اخفق في الوصول اليها في الدورة الانتخابية الماضية، والدليل القرار المتسرع وغير الموفق الاعتراف بالجامعات الدكاكينية وبالشهادات الجامعية المضروبة، والقرار المتسرع القاضي بإلغاء الاختبارات التحريرية لبعض المواد الدراسية في المرحلة الثانوية وغيرها من القرارات التي احدثت طربا وارتياحا في قلوب بعض اولياء الامور والطلبة، فيما كان ينبغي اخضاع هذه القرارات للدراسة المتعمقة لا ان تصدر بجرة قلم وبناء على رغبة الوزير او رغبات (الجماهير)..!!
لقد وضع المليفي في المكان الخطأ، مثلما وضع وزراء آخرون في المكان الخطأ رغم فشلهم في العمل الوزاري مثل وزير المواصلات الذي فشل بشهادة موظفي وزارته في قطاع الاتصالات والمواصلات، وفشل في انجاز خصخصة الخطوط الكويتية، وفشل في ادارة الوزارة ورغم ذلك يكلف بقطاع اهم واخطر وهو القطاع النفطي..!!
للأسف.. ان وزارة الشيخ ناصر الحالية يصح عليها الوصف وزارة قص ولصق، والله يكون في عون سمو الرئيس وفي عون الكويت..!!
أضف تعليق