أقلامهم

ذعار الرشيدي يكتب عن أحوال بعض الكتاب المستقلين بين معسكري الضد والمع

القابضون على جمر الكرامة


ذعار الرشيدي


يشتكي أحد الزملاء ممن امتهن قول الحق في مقالاته من انه حورب في مقر عمله، فمنذ ان امتهن الكتابة مستقلا وهو لا يمنح إلا تقدير «جيد»، ولا يدخل اسمه في كشف الترقيات بالاختيار أو حتى المكافآت التشجيعية «البطيخية» رغم انه وبحسب كلامه لم يتطرق الى جهة عمله في أي من مقالاته لا من قريب ولا من بعيد، ويقول: لا يستطيعون إقالتي ولكنهم في التقدير السنوي «ينامون بمرداني».
كاتب آخر وأعتبره اكثر كاتب مستقل قرأت له في حياتي هو الآخر تم تجميده ووضع في «فريزر» منذ سنوات والسبب انه يقول الحقيقة المجردة ولا يعرف وزيرا ولا عضوا ولا حتى مختار منطقة «أم القواطي».


لذا تم تجميده ويقول: أحارب الواسطة وتدخلات الأعضاء في كل صغيرة وكبيرة في الوزارات واستطيع أن انتزع حقي باللجوء الى أي من الأعضاء في دائرتي ولكنني لن أفعلها، لا أستطيع أن أخالف مبدئي، وسأظل أكتب الحق كما اعتقد ولن ألجأ لعضو «يكسر عيني» بواسطة ترقية أو منصب، رغم ان من هم أدنى مني كفاءة أو خبرة وصلوا الى مناصب أعلى بكثير مني، وبعضهم لا يستحق حتى منصب بائع ثان في بقالة على خط الوفرة، ولكنها الواسطة التي خربت البلد.


وبعيدا عن حكايتي الزميلين العزيزين، هناك كاتب تصطبغ مقالاته بـ «المعارضة» أو «الهجوم على الحكومة» وعلمت صدفة انه يعمل في احدى الهيئات الحكومية ولم يذهب الى مقر عمله منذ 4 سنوات لأنه «مضبط نفسه» هنا أصدق الفعل ولا أصدق القول.


هذا جزء من حكايات اثارها عدد من الزملاء في جلسة مسائية حول بعض الكتّاب، وكيف ان بعضهم ينتمي الى معسكر «الضد» وآخر ينتمي الى معسكر «المع» وجزء ثالث ينتمي الى معسكر «من يعطي أكثر» وهؤلاء وهم قلة في الجسد الكتابي جزء من الفساد العام المتوج بالعطايا والهبات «الألمانية» و«اليابانية» و«الإنجليزية» ولم يتطرق الزملاء الأعزاء الى أسماء محددة بل نقلوا الحديث كجزء من حديث سمر كتّاب قرروا ان يجلدوا ذات «مهنتهم» بدلا من جلد جسد الحكومة الذي اثخن كتابة حتى اصبح أكثر سماكة من جلد ديناصور مدرع.


توضيح الواضح: اعتقد اننا وفي هذه الأيام ومع اختلاط حابل المعارضة بصراع الموالاة أصبحنا في زمن القابض على كرامته من الكتّاب.. كالقابض على الجمر.