أقلامهم

صلاح الساير يفند الصبغة الدينية عن حزب أردوغان ويعزو شعبيته الى تطوير الإقتصاد التركي

ديمقراطية الثعالب


صلاح الساير


طارت الجماعات الاسلامية العربية فرحا بفوز حزب العدالة والتنمية في تركيا، وراحت تصور نفسها بأنها النسخة العربية عن هذا الحزب التركي، وتجاهلت ان الفرق بينها وبينه كمثل الفرق بين الثرى والثريا، فهذا الحزب الذي اسسه المنشقون عن حزب الفضيلة الاسلامي تطور فكريا عبر سنوات طويلة من الاجتهاد والشجاعة والوطنية، وحسم موقفه من العلمانية حتى بلغ هذه المنزلة المرموقة.
حزب العدالة والتنمية حزب محافظ يقر في برنامجه الاساسي بالعلمانية وحرية الاعتقاد والمساواة ويعتبر مبادئ كمال اتاتورك اهم وسيلة للارتقاء بالرأي العام، كما يعتبر العلمانية شرطا ضروريا للديموقراطية وضمانا لحرية الدين والتعبير، اضافة الى ذلك فان هذا الحزب يرفض ـ صراحة ـ تفسير العلمانية بأنها خصم للدين مثلما يرفض استخدام القيم الدينية لاغراض سياسية ويطالب بتطبيق المعايير العالمية لحقوق الانسان وحريات النساء في تركيا (!!).


فأين هذا الموقف التركي الشجاع والمتقدم والحضاري من مواقف الجماعات الدينية العربية التي ماتزال تتطلع الى السلطة في دولها بعين الثعلب المكار؟ وغني عن القول ان فوز حزب العدالة والتنمية للمرة الثالثة لا يعزى لجذوره الدينية بل لقدرة الحزب على تطوير الاقتصاد وانعكاس ذلك النمو والاستقرار على حال الناخب التركي، فهنيئا لتركيا ويا حسرة علينا.