أقلامهم

جمال يرى أن المعارضة تنتهج أسلوب ميكافيللي

عبدالمحسن يوسف جمال


عنزة ولو طارت


وصل الأمر بنواب المعارضة في المجلس إلى استخدام آلية الاستجواب كلعبة سياسية، بعيداً عن هدفها الأساسي، الذي سنه المشرع، وهو توجيه السلطة التنفيذية، وإصلاح الخلل فيها. فنواب المعارضة الحاليون أعلنوها صريحة، أن طلب عدم التعاون يكون مصحوباً مع كل استجواب يقدم لسمو رئيس الحكومة، لأن هدف كل استجواب هو إسقاط الرئيس لا غير. ولا شك في أن هكذا عمل لا يمت إلى الآليات الدستورية التي أرتآها الدستور، ولا يمت إلى العمل الوطني، الذي يهدف النواب من خلاله إلى إصلاح السلطة التنفيذية، وليس هدمها، والتشفي من أعضائها، واستخدام الاستجواب للوصول إلى هدف محدد وواحد لا غير. حين يتم تجيير العمل النيابي، والوصول إلى البرلمان، والإعلان عن هدف واحد، واستخدام الآليات الدستورية التي أعطاها إياه الدستور، بالرغم من أن المعارضة هي الأقلية، والعمل الديموقراطي أساسه القبول بالرأي الديموقراطي، وعدم الإصرار على رأي الأقلية باستخدامها الآليات الدستورية لعرقلة أي تطور سياسي. هذا النهج الذي نراه اليوم أمام أعيننا ما هو إلا أسلوب مكيافيلي خاطئ، هدفه توتير الساحة السياسية، وفرض رأي الأقلية، من خلال استخدام آلية الاستجواب، التي تقتصر على نائب واحد فقط، والذي يستطيع متى ما شاء تقديم أي استجواب، وبأي أسلوب يراه . وهذا الأسلوب هو الذي يدفع الأغلبية إلى استخدام أساليب سياسية هي الأخرى لعرقلة أساليب الأقلية، ومنها على سبيل المثال، إحالة الاستجوابات إلى آخر دور الانعقاد، أو اقتصار جدول الأعمال على مواضيع الميزانيات، واستخدام التصويت لإقرارها، والانتهاء من جدول الأعمال من دون النظر إلى مواعيد الاستجواب الدستورية. هذا الصراع السياسي بين الطرفين سيخلق سوابق غير مرغوب فيها في العمل السياسي، ستتحمل سلبياتها الأجيال المقبلة، ولعل هذا ما جعل الشباب الكويتي اليوم يبتعد عن كل النواب بكل توجهاتهم، والنظر إلى مستقبله بما يراه هو مناسباً. الرهان اليوم على شبابنا المثقف، والذي يمكن أن ينتهج أسلوباً جديداً في العمل السياسي يسقط فيه كل السلبيات التي ينتهجها سياسيونا الحاليون.