أقلامهم

من الوقاحة أن تبعثك الخارجية لتمثل دولتك فتبحث عن الاختلاسات والأموال غير الشرعية .. ضاري الشريدة

ضاري الشريدة

نقطة سوداء 

قمة الوقاحة.. حينما تبتعثك وزارة الخارجية في بلدك لتكون موظفا خارج الكويت، ومرآة لأبناء الكويت وانعكاسا لثوب الكويت ناصع البياض، ولكنك تبحث عن الأموال وتتهم بالاختلاس، وتصبح سلعة رخيصة مقابل حفنة من المال الزائل الذي ستكوى فيه جبهتك، فتسيء لذاتك وتسيء لوطنك، وتعطي انطباعا سيئا عن نفسك وبيئتك التي جئت منها، يكفي متاجرة باسم الكويت ويكفي إساءة وطعن في جسد هذا الوطن الذي لم يبخل يوما على أبنائه، حتى في غربتهم ووجودهم خارج البلاد، بل حتى أيام الاحتلال الغادر لم يبخل على أبنائه في الخارج، وكان بعضهم يستلم مرتبا من سفارة الكويت يفوق مرتب الموظف الذي قام بإجراءات تسليمه هذا المرتب!!

***

الحرب التي شهدها الاستاد الرياضي في بيروت بين لاعبينا ولاعبي المنتخب اللبناني صاحب الأرض، تمثل نقطة سوداء قاتمة يتحملها ويتحمل تبعاتها أولا الجانب اللبناني المضيف، الذين كان يجب ان يؤمن الملعب بشكل أفضل ويوفر قوات كافية يمكنها ان تتدخل في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة، بدل إطلاق النار بهذا الشكل الذي أساء لهذه اللعبة ولقوانينها، لأنهم بهذه الصورة أعتقد أنهم أضحكوا علينا نصف سكان الكرة الأرضية، أما الجانب الآخر وهو جهازنا الفني والإداري فيتحمل النصف الآخر من المشكلة لأنني لا أرى أي سبب وجيه يدعو إلى التواجد في معسكر تدريبي في لبنان مع احترامي الشديد للمنتخب اللبناني، ولكن كون منتخبنا الوطني مقبل على بطولات كبيرة، فيفترض ان تكون الاستعدادات على أعلى مستوى وفي أفضل الدول، وإقامة اللقاءات الودية مع فرق أفضل من المنتخب اللبناني من حيث المستوى حتى تتحقق الاستفادة، وأنا أعتقد لو أقيم المعسكر في إحدى الدول الخليجية لكان الأمر أفضل بعشرات المرات.

***

ما زالت في العراق أصوات مشاغبة ومشاكسة تعلو بين الحين والاخر، وتسعى في النهاية إلى إثارة العداء والكراهية تجاه الكويت، واصحابها حتى الآن في أحلام زرعتها في عقولهم الأنظمة السابقة، ومن الأفضل لهم الآن أن يقوموا بغسل أدمغتهم وتطهيرها من تلك الأفكار، وان يكون لديهم إيمان  مطلق بأن الحدود بين البلدين محسومة وملفها تم طيه بشكل نهائى وبغطاء قانوني دولي، أما مسألة سرقات النفط المزعومة التي نسمع عنها فنستذكر تلك المزاعم التي أطلقها المقبور صدام حسين قبيل غزوه الغادر لبلادنا، ما هي إلا أسطوانة مشروخة سئمنا منها وسئمنا من سماعها وسئمنا من تلك الحناجر المريضة التي ترددها ليلا ونهارا، وأنصحكم بأن توجهوا جهودكم لإعمار بلادكم.

***

بعض النواب من الذين يتمتعون بعقليات اقتصادية جبارة «الله يحفظهم»، وقفوا في وجه كادر المدرسين ونظام البونص أو المكافأة التي اقترحها البعض من شدة حرصهم، وملؤوا أسماعنا بعبارات التحذير من المستقبل المظلم، في ظل زيادة الكوادر والرواتب، ولكن لم أسمع أحدا منهم أو بالأحرى «منهن»، وقد اقترح مشروعا يتم من خلاله تنويع مصادر الدخل، واستحداث مجالات جديدة غير نفطية تساهم في الدخل القومي، بدل الاتكال على النفط الناضب، حيث ستتوفر فرص عمل عديدة للشباب الكويتي، وسيكون اقتصادنا في مأمن إذا حدث أي أمر طارئ لا سمح الله أدى إلى وقف تصدير النفط، ولكن لا تسمع منهم أو «منهن» إلا النوح والعويل على ميزانية الدولة، ووضع الأرقام التي تجلب الغم وتدعو للتشاؤم، من دون وضع الحلول أو المقترحات الكفيلة في طمأنة الشارع والحكومة.