أقلامهم

عباللطيف الدعيج لو كان عراقيا لهلل وفرح لبناء ميناء مبارك لهذه الأسباب

عجائب بني يعرب 


 عبداللطيف الدعيج 


 
لو كنت عراقيا لاستبشرت خيرا لقيام الجارة الكويت ببناء ميناء ضخم قرب الحدود العراقية، لان هذا الميناء سيخدم في النهاية العراق مثل ما هو مفروض ان يخدم الكويت. بل يمكن القول انه سيخدم – بحكم القرب – العراق اكثر مما سيخدم الكويت. لو كنت بصراويا لهللت وكبرت – بدلا من تظاهرات الرفض – لان بناء الميناء سينعش الاقتصاد «البصراوي» وسيجد الكثير من البصراويين فرصة للعمل في بناء الميناء او للعمل فيه.
لكن، انا لست بصراويا ولا عراقيا، والعراقيون بشكل عام مثل الكويتيين، مع الاسف عرب، وعرب الجنوب العراقي اكثر اصالة او بالاحرى عروبة من عرب الكويت، لهذا هم مثلنا وأزيد، لن يعملوا لا في بناء الميناء ولا في غيره، فالعمل عند بني يعرب حرام، نحن سندق القهوة وهم سيلفون التتن، وسواعد الآسيويين ستبني الميناء. لهذا لا يكترث العراقيون كثيرا لبناء ميناء «مبارك» قرب الحدود مع العراق.
مع هذا.. فان هذا لا يزال لا يفسر هذا العداء الشعبي والحكومي العراقي لبناء الميناء. فالميناء هو جزء من «مدينة الحرير»، اي ان الميناء سيكون جزءا من طريق الحرير الذي سيجدد، ومن المؤمل ان يربط آسيا باوروبا، والعراق، بحكم التاريخ والقرب وخطوط السير وسكة الحديد الجاهزة وحتى الملاحة النهرية، سيكون الدولة الاكثر تأهلا للاستفادة من اعادة مشروع طريق الحرير.
ولو كنت مسؤولا عراقيا لتوليت التفاوض من الآن حول امكانية استخدام العراق لخدمات الميناء. بل ربما اسعى للتفاوض من اجل الدخول شريكا في الاستثمار فيه بدلا من عرقلته، لأن المفروض ان ينظر إليه على انه مشروع كويتي – عراقي بحكم الجوار وبحكم «التكامل الاقتصادي العربي» الذي اكاد اجزم بان البلدين قد وقعا على عشرات الاتفاقيات لإحيائه.
لكن كلنا عرب، كويتيون وعراقيون، ولدينا من العقد الكثير مما يمنع الاستفادة من طاقات الجوار وامكاناته. ومن يدري فقد يكون للعراقيين تخوفهم المشروع من الميناء، فقد يكون، كما يدعون، يستهدف التضييق على العراق بدلا من التوسعة عليه. فنحن شعوب الدول العربية لا نعلم الكثير عن مخططات حكوماتنا. نحن لا ننتظر تفسيرا من حكومة العراق ولكن ننتظر من حكومتنا توضيحا لسبب هذا الرفض العراقي للمشروع الذي يبدو لنا انه مشروع لصالح العراق اكثر من الكويت.