أقلامهم

حسن كرم يكشف التحريض الخليجي للعراق في منع إنشاء ميناء مبارك، ويؤكد أن المتضرر منه إيران ودول خليجية

حسن علي كرم

غيابنا عن الساحة العراقية..!!

لميناء بات كرامة الكويت ورمزاً لسيادتها ولا مكان للتراجع أو التخاذل

كنت أظن أن أخانا وزميلنا ظافر محمد العجمي أكثر ذكاء وفطنة وخبرة بالسياسات الخليجية من غيره سيما أنه عسكري سابق وكاتب متمرس في الاستراتيجيات العسكرية، وضيف دائم على البرامج الحوارية في العديد من الاذاعات والقنوات الفضائية العربية حيث يحلل ويفسر ويوضح قضايا الساعة، لذا استغرب تساؤله عن «غياب الموقف الخليجي الداعم للكويت في وجه الهجمة العراقية الأخيرة..»، فيما كتبه في مقالته المنشورة في صحيفة (العرب) القطرية والمعنونة «الموقف الخليجي من قضية ميناء مبارك الكبير»!! «ويذكر أن الدعم الخليجي للكويت في زمن التوتر الحالي مع بغداد مطلب واجب وملح» وأنا هنا أسأل أي مطلب يا ظافر هذا الذي تطلبه وأي واجب مفروض على الخليجيين، وبعض الخليجيين الذين تطلب منهم الدعم لوطنك ولقضيته العادلة مع بغداد وراء تهييج الساحة العراقية على الكويت..؟!!.

ميناء مبارك إذا تم بناؤه، على بركة الله، لن يضر لا اقتصاد العراق ولا موانئه، وإنما يتحقق التكامل والتعاون بين الاقتصادين العراقي والكويتي، ولكن بعض الاقتصادات الخليجية والإيرانية التي توطدت اقتصاداتها مع الأسواق العراقية هي التي تتخوف من أن تتضرر صادراتها إلى العراق إذا انفتح الاقتصادان الكويتي والعراقي، فالتهديد عراقي والتحريض خليجي، وكما نقول في المثل الشعبي (آه من ظهري آه من بطني) ولنكن صريحين: بعض الخليجيين يغيظهم إذا استردت الكويت عافيتها الاقتصادية والسياسية فهم يعلمون جيدا أهمية موقع الكويت الاستراتيجي وقدرة تفاعل الاقتصاد الكويتي مع الجوار، ولذلك علينا أن نقرأ جيدا ما يدور في الساحة الكويتية ومن لهم مصالح بتعطيل المشاريع وتوتير الأجواء هنا في الكويت وعلينا كذلك أن نقرأ ما يدور في الجوار، فالمصالح يا عزيزي لا دين لها، ومن كان معك بالأمس عدوك اليوم..

إن أهم تحد أمام الكويت هو الإصرار على بناء ميناء مبارك والإصرار على بناء المرافق والبنية الضرورية لتلك المنطقة المحيطة بالميناء، فالميناء بات كرامة الكويت ورمزا لسيادتها وعليه فلا مكان للتراجع أو التخاذل عن إتمام المشروع، إلا أن المطلوب أن نبعث رسالة إلى أشقائنا العراقيين مفادها الثقة والأخوة والاطمئنان، وأن ما يضر العراق يضر الكويت، وأن الميناء ليس مؤامرة على العراق، ولا أضراراً باقتصاده ولا تعديا على مياهه، هذه الرسالة الاطمئنانية الأخوية ينبغي أن تصل إلى كل عراقي في بيته وإلى كل سياسي عراقي يوظف الأزمات لتعزيز كرسيه، لماذا لا نبذل جهدا إعلاميا ودعائياً عبر الصحافة والقنوات التلفزيونية العراقية بغية شرح إحداثيات الميناء وبعده عن حدود العراق وأهميته التكاملية لاقتصادات البلدين.

إن غياب الكويت إعلاميا وسياسيا عن الساحة العراقية يحتاج إلى حل سريع، إن هناك الكثير من الأخوة العراقيين الذين يتعاطفون مع الكويت ويفهمون مبرراتها، إلا أن الإعلام المعادي قد طغى على صوت العقل ونجح في التضليل. وهذا تقصير من الكويت لا يجب أن نلوم عليه الآخرين.