شعراء سبر

الهاتكفاه المحرَّف !

في ذكرى النكبة، لا شيء أكثر من كلمات…

 

—————-

أملْ

لم ينتهِ فينا ولن

 

صرخةٌ تخرجُ من أعماق عكَّا

فيصيحُ الجرحُ في حيفا

وتستيقظُ في يافا الدموعْ

عندها ترتسِمُ البسمةُ في وجه الجليلْ

ويموتُ الخوفُ في أطرافِ غزَّه

ويخافُ الموتُ أن يهربَ من أرضِ الخليلْ

ويجيءُ الذلُّ مربوطَ اليدينْ

تحتَ أقدامِ الأعزَّهْ

 

أملْ

لم ينتهِ فينا ولن

 

في أريحا وجنينْ

يعزفُ الصخرُ بكفِّ الطفلِّ لحناً للخلودْ

وتغنِّي كل أطفالِ الحجارةْ

لترابِ القدسِّ بعضاً من نشيدِ الخالدينْ:

 

“موطني

موطني

الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ

فــي رُبَـــاكْ

فـــي رُبَــاكْ

الحياة والنجاة والهـناءُ والرجـاءُ

فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ

هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ

سـالِماً مُـنَـعَّـما وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً…”**

 

أملْ

لم ينتهِ فينا ولن

 

هكذا وجهُ الجنونْ

هكذا روحُ الحنينْ

عطشُ الحربِ إذا ما ضاعَ في جوعِ السلامْ

أمل الستين عامْ

ضحكة الكهلِ الحزينْ

 

أمل

لم ينتهِ فينا ولن

 

قسماً نرجعُ أحراراً ونمشي

في عروسِ الشرقِ

أم الأرضِ

أولى القبلتينْ…

ستعودُ الأرضُ للإنسانِِ حتماً

إنها ليست سوى فرصةَ شعبٍ

ستحينْ…

 

أمل

لم ينتهِ فينا ولن…

 

—————-

 

*الهاتكفاه: عنوان النشيد الوطني الإسرائيلي وهي كلمة عبرية تعني الأمل، ويقول مطلع هذا النشيد المكتوب قبل قيام إسرائيل بعقود:

 

“أملنا لم ينته بعد

أمل الألفي عام

أن نصبح أحرارا في أرضنا

أرض صهيون وأورشليم”.

 

**مقطع من نشيد الثورة الفلسطينية للشاعر ابراهيم طوقان المتوفى عام 1941م.

 

al3rjani_@hotmail.com