أقلامهم

الدعيج: الحكومة عبثت بتوزيع الدوائر بالامس، هذا مؤكد وواضح.. لكنها اليوم تسعى إلى تعديل قد يكون «تصحيحًا» أمينًا للعبث السابق

التحالف الوطني ومواصلة العبث
عبداللطيف الدعيج
تحذير السيد امين عام التحالف الوطني الديموقراطي الحكومة من مغبة العبث بتوزيع الدوائر الانتخابية، لا يمكن فهمه او حتى هضمه. فالمعروف من نتائج الانتخابات الاخيرة ان التحالف وبقية القوى الوطنية الديموقراطية هي الخاسر من التوزيع الحالي للدوائر، لهذا فان هذه «الاستماتة» في الحفاظ على هذه الدوائر غير مفهومة وغير مبررة. ليس فقط لانتفاء المصلحة، بل اصلا لانتفاء الشرعية والدستورية عن هذا التوزيع الذي يستميت التحالف الوطني الديموقراطي وامينه العام للحفاظ عليه.
الكل يعلم ان التوزيع الحالي هو تحصيل ونتيجة اختراع سلطوي تم بتفرد وبسوء نية سنة 1981 للتحكم في مجلس الامة. وان النواب الذين تم انتخابهم وفقا لهذا التوزيع كان من «الطبيعي» جدا الا يعترضوا عليه، فهم احد مخرجاته والمستفيد الاول والاخير منه. وهؤلاء النواب وامثالهم من مخرجات الدوائر الخمس والعشرين، هم من أقر التوزيع الحالي الذي يستميت التحالف للدفاع عنه، اي انه ما بني على باطل فهو باطل. فنواب الخمس والعشرين دائرة، اي نتائج العبث الاول بالتوزيع الشرعي والدستوري للدوائر، هم من اقر التوزيع الحالي المعمول به، بناء عليه يصبح التوزيع الحالي غير شرعي و«عبثاً» يتستر التحالف الوطني الديموقراطي وامينه العام عليه.
لقد عبثت الحكومة بتوزيع الدوائر بالامس، هذا مؤكد وواضح. لكنها اليوم تسعى حسب مزاعم البعض الى تعديل الدوائر مرة اخرى. هذا التعديل قد يكون «عبثا» كما يزعم البعض، هدفه السيطرة على مخرجات الانتخابات كما يطرح، وقد يكون ايضا «تصحيحا» أمينا للعبث السابق. ومحاولة جادة ومخلصة للتكفير عن الآثام السابقة. ليس هذا مؤكدا، وانا شخصيا لن أراهن عليه، لكنه يبقى احتمالا، بينما يبقى التحذير من العبث بالتوزيع الحالي جرما وانتهازية مكشوفة لتثبيت ومواصلة «العبث» السلطوي في توزيع الدوائر، الذي بدأ عام 1981 ولم يتم تصحيحه حتى الان. بل الواقع ان التحالف الوطني الديموقراطي يجتهد لمنع «امكانية» هذا التصحيح.
موقف المنبر الديموقراطي كان سليما، فهو دعا الى وضع الامر تحت احكام القضاء، وبالتالي التوصل الى حل قد يكون متوازنا بحكم الرقابة الشعبية «العنيفة» هذه الايام. موقف التحالف ساذج ومعركة بلا داع، سيضر التحالف والقوى الوطنية وقبل ذلك الوطن كله، ولن تستفيد منه الا مجاميع التخلف التي يبدو ان الامين العام للتحالف لا يزال متحالفا معها. لكن «مفيش فايدة يا صفية» هذا حالنا.. يستعدل المنبر يخوره التحالف.