عربي وعالمي

موقف دولي بقيادة أوباما يندد بالرئيس السوري
أوباما يتهم بشار بطلب مساعدة ايران لقمع السوريين

دان الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة استخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا، متهما النظام السوري بالسعي للحصول على مساعدة ايران لقمع التحركات الاحتجاجية.

وجاءت تصريحات اوباما بعد يوم من الاحتجاج في عدد من المدن السورية اسفر عن سقوط اكثر من سبعين قتيلا، حسب ناشطين حقوقيين.

وقال اوباما في بيان ان “الولايات المتحدة تدين باشد العبارات استخدام الحكومة السورية للقوة ضد المتظاهرين”، مؤكدا ان “هذا الاستخدام المروع للعنف ضد التظاهرات يجب ان يتوقف فورا”.

ورأى الرئيس الاميركي ان اعمال العنف هذه تدل على ان اعلان النظام السوري رفع حال الطوارئ لم يكن “جديا”، متهما بشكل مباشر الرئيس السوري بشار الاسد بالسعي للحصول على مساعدة طهران لقمع الاحتجاجات.

وتابع اوباما “عوضا عن الاستماع لشعبه، يتهم الرئيس الاسد الخارج ساعيا في الوقت عينه للحصول على المساعدة الايرانية لقمع السوريين باستخدام السياسات الوحشية نفسها المستخدمة من قبل حلفائه الايرانيين”.

وقال “نعترض بشدة على المعاملة التي تخص بها الحكومة السورية مواطنيها ولا نزال نعترض على موقفها الذي يزعزع الاستقرار، بما في ذلك دعمها للارهاب ولجماعات ارهابية”.

وكان البيت الابيض عبر قبيل تصريح اوباما، عن قلقه بشان العنف في سوريا ودعا الحكومة السورية وكافة الاطراف الى وقف الاضطرابات.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض “نستنكر استخدام العنف”، داعيا الحكومة السورية “وجميع الاطراف” الى “الامتناع عن استخدام العنف”.

وفي نيويورك، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون استخدام العنف ضد المتظاهرين ودعا الى وقفه فورا واجراء تحقيق مستقل “يتسم بالشفافية”، كما قال الناطق باسمه.

واكد بان كي مون ان حكومة الرئيس الاسد يجب ان “تحترم حقوق الانسان الدولية بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي وكذلك حرية الصحافة”، داعيا مجددا الى “اجراء تحقيق مستقل وشفاف وفعلي في اسباب القتل”.

ونوه الامين العام للمنظمة الدولية ببعض الاجراءات التي اتخذت مثل رفع حالة الطوارىء التي طبقت اكثر من اربعة عقود في سوريا.

لكنه اكد في الوقت نفسه ان وحده “حوارا شاملا وتطبيقا فعليا للاصلاحات يمكن ان يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري ويؤمن السلام الاجتماعي والنظام”.

من جهته، اكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه “قلق للغاية من الانباء بشان القتلى والجرحى في انحاء سوريا”. وقال “ادين عمليات القتل غير المقبولة التي ترتكبها قوات الامن بحق المتظاهرين”.

ودعا هيغ قوات الامن السورية الى “ضبط النفس بدلا من ممارسة القمع” كما دعا السلطات السورية الى “احترام حق الشعب في التظاهر السلمي” و”تلبية المطالب الشرعية للشعب السوري”.

واكد الوزير البريطاني ضرورة “تطبيق الاصلاحات السياسية من دون تاخير ..والغاء قانون الطوارئ بالفعل وليس بالقول فقط”.

وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية انها “قلقة للغاية حيال الوضع في سوريا والمعلومات التي تتحدث عن سقوط العديد من القتلى في مدن مختلفة من البلاد وتدين اعمال العنف هذه”.

واكدت الخارجية الفرنسية ضرورة “كشف حقيقة هذه الجرائم وتحديد المسؤولين عنها واعتقالهم واحالتهم للمحاكمة”، لكنها دعت في الوقت نفسه السلطات السورية الى “التخلي عن استخدام العنف ضد مواطنيها”.

من جانبه، قال رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك “القمع العنيف للتظاهرات السلمية في سائر انحاء سوريا غير مقبول”.

واضاف “يجب ان تتوقف اراقة الدماء منذ هذه اللحظة”، داعيا السلطات السورية الى “الاعتراف اخيرا بان الاوضاع تتغير والاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبه”.

وبعد ان رأى ان “الناس لن يقبلوا بتصريحات فقط”، شدد على ضرورة “انهاء اعمال القتل والتعذيب والاعتقالات الاعتباطية” والافراج عن “جميع السجناء السياسيين”.

ودعا بوزيك الى اجراء “تحقيق مستقل” في مقتل المتظاهرين واطلاق ملاحقات قضائية بحق “المسؤولين عن عمليات تعذيب وتجاوزات اخرى”.

وأفادت مصادر حقوقية وشهود عيان ان اكثر من سبعين شخصا قتلوا وجرح عشرات آخرون الجمعة في اعنف يوم من القمع ضد متظاهرين خرجوا في عدة قرى ومدن سورية، رغم قرار السلطات انهاء العمل بحالة الطوارئ التي فرضت منذ حوالى خمسين عاما. فيما أوردت قناة الجزيرة الاخبارية معلومات عن سقوط مئة قتيل في مظاهرات الجمعة المنصرمة.

وتقول منظمة العفو الدولية ان عدد الذين قتلوا في الحركة الاحتجاجية التي بدأت منتصف الشهر الماضي في سوريا بلغ 303 قتلى.