عربي وعالمي

فوكوشيما يهدد الخليج

“بوشهر” الإيراني يثير مخاوف الخليج من “فوكوشيما” جديدة

بعد نحو شهرين من التسونامي الياباني الذي أصاب بالضرر محطة (فوكوشيما) النووية اليابانية، والإنعكاسات السلبية المحتملة لهذا الضرر، فإن حكومات الدول الخليجية قد باتت تنظر بعين القلق الى وجود محطة بوشهر النووية الإيرانية على مقربة من سواحلها، الأمر الذي ينذر بإنعكاسات خطيرة على مياه الخليج العربي المعرض لتلوث خطير وإستثنائي، في ظل معطيات تشير الى أن موسكو وطهران قد وقعتا إتفاقا بشأن استكمال بناء أول محطة كهروذرية للطاقة النووية في ايران. 

وجعلت كارثة فوكوشيما في اليابان الكثير من الخبراء النوويين ينظرون  للبرنامج النووي الايراني  من زاوية مستوى الضمانات الأمنية المتوفرة له، و يدعون الى عدم حصر المخاوف فقط في أبعاده العسكرية، إذ ثمة اسئلة عديدة تتملكهم في هذا الشأن، خصوصا المقاييس الأمنية التي تعتمدها ايران في بناء المنشات النووية، نظرا لما تشكله من أخطار على بلدان المنطقة وإيران نفسها.

ومايزيد مخاوف الخبراء في المنطقة الخليجية هو محطة بوشهر في مكان خطر للغاية، كون هذه المنطقة مصنفة بأنها منطقة زلازل، خصوصا وأن التقديرات الإيرانيةت تحدث سنويا عن 4000 هزة ارضية، ففي بداية ديسمبر من العام الماضي فإن زلزالا كان قد وقع، وسجل بقوة 5.4 وفقا لمقاييس ريختر، إذ لم يكن مركزه بعيدا عن المحطة الكهروذرية في بوشهر، علما بأن زلزالا كان قد وقع عام1969، ودمر بالكامل القرية التي تقع مكانها اليوم محطة بوشهر النووية.

وتعارض دول مجلس التعاون الخليجي من حيث المبدأ، وبصرف النظر عن أي مخاوف عسكرية أو بيئية تملك إيران لهذا السلاح النووي، بسبب إصرارهم على أن تكون المنطقة خالية من الطاقة النووية التي تولد أخطارا كبيرة، يصعب التعامل معها غالبا.